نواصل الحديث عن مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات أمريكا الرئاسية لعام 2020، فقد تحدثت في المقال الماضي عن أهم ثلاثة تقريباً، وهم جوزيف بايدن، الذي لم يعلن ترشحه بعد، إيلزابيث وارين، وبرني ساندرز، فعلاوة على هؤلاء، تضم القائمة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجرسي، كوري بوكر، وهو إفريقي أمريكي مثل أوباما، وسبق له أن انتخب عمدة لمدينة نيوارك، وهو لا شك سياسي مميز ونشط، وله شعبية لا بأس بها، ولكني لا أرى أن فرصته جيدة حالياً، فقد سبقه بها أوباما، وأمريكا تشهد صعوداً لليمين المتطرف حالياً، وهناك جوليان كاسترو، وزير الإسكان في إدارة أوباما، وقبل ذلك كان عمدة لمدينة سان انتونيو في ولاية تكساس، وهو من أصول لاتينية، ولا أرى له فرصة لمنافسة المرشحين الآخرين في الانتخابات القادمة، ولكن من يعلم، فقد يبزغ نجمه مستقبلاً. أيضاً ترشح رجل الأعمال وعضو مجلس النواب السابق عن ولاية ميريلاند، جون ديليني، وأستغرب ترشحه، فهو لا يملك أي شكل من أشكال الكاريزما، ولا الخبرة السياسية اللازمة، فقد خدم في مجلس النواب لمدة 4 سنوات فقط، وهناك تلسي قابارد، وهي عضو في مجلس النواب عن ولاية هاواي، وأول سيدة (أمريكية سامونية وتعتنق الديانة الهندوسية) تنتخب للمجلس، وهي تتميز بالذكاء، إذ انتخبت لمجلس نواب الولاية وعمرها 21 سنة، كأصغر سيدة يتم انتخابها لمجلس نيابي في التاريخ الأمريكي، وسياسياً لها موقف واضح ضد التدخل الأمريكي في العراق وسوريا وليبيا، كما أنها سبق أن خدمت في الجيش الأمريكي، ورغم كل إمكانياتها الكبيرة، وتغطية الإعلام لها على الطريقة الأوبامية، إلا أنني لا أرى لها فرصة كبيرة، نظير وجود أسماء ديمقراطية تحمل تاريخاً سياسياً طويلاً وحافلاً. ومن ضمن المترشحين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، كريستين قيليبراند، والتي خلفت هيلاري كلينتون عن ذات المقعد، بعد أن اختار أوباما الأخيرة وزيرة للخارجية، بعد فوزه بالرئاسة في 2008، وكانت قيليبراند قبل ذلك عضواً في مجلس النواب، وتطمح في أن تخلف هيلاري كلينتون أيضاً، كمرشحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة، كما تطمح بأن تحقق الحلم، الذي استعصى على مَثَلها الأعلى هيلاري، أي أن تصبح أول سيدة ترأس الولاياتالمتحدة، ولا شك أن تمثيلها لواحدة من أكبر وأهم الولايات الديمقراطية يمنحها قوة، ويزيد من فرصها، ولكن الخبر غير الجيد لها، هو أن ارتباطها بكلينتون قد لا يخدمها كما تتمنى، ويظل الناخب، والظروف المحيطة وقت الانتخابات التمهيدية هما سيدي الموقف، وسنواصل الحديث.