تلقى القائمون على ملتقى المرأة السعودية الثالث هجومًا غاضباً من مغردات ومغردين سعوديين.. بسبب اختيار الممثلة المصرية سمية الخشاب لتحظى بتكريم خاص، ضمن تكريم (8) سعوديات، كنّ جديرات حقيقة بالتكريم. وهنّ: الأميرة هيفاء الفيصل، د. لمياء باعشن، أ. سارة الدندراوي، د. فاطمة القرني، أ. أيمان قستي، أ. أمجاد رضا، أ. هدى العمر، د. نورة المبارك.. ولكن منهن تاريخها المشهود وإنجازاتها المستحقة للتكريم. ورغم أنه تم دعوتي في الملتقى الأول 2017 في حوار مفتوح عن المرأة السعودية، وتمت إقامة أول أوبريت نسائي آنذاك. إلا أن هذا لا يمنعني من قول رأيي بكل صدق، ذلك حرصاً على مستوى هذا الملتقى الذي يحمل اسم المرأة السعودية. ولن أطيل عليكم، سأتوجه مباشرة للمشكلة التي تنخفض بسببها معايير مثل هذه الملتقيات.. الأمر وبكل مباشرة، أن القائمين على هذه الفعاليات ليسوا من صميم العمل ذاته، أعني أنهم غالباً بعيدون كل البعد عن متابعة المشهد السعودي سواء الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي أو الإبداعي إجمالاً. إن مشكلتنا هي عدم القدرة على التنقيب والبحث، ويعمد المنظمون عادة لاختيار أسرع الأسماء قفزاً للذاكرة. أو الأكثر شهرة في الوقت الآني. ناهيك عن غياب الأسماء النسائية الأولى عن الملتقى منذ بدايته، ففي الوقت الذي نريد الاحتفاء بالشباب، لا نريد في المقابل نسيان جيل نساء حفرن الصخر لتسجيل أسمائهن وسط مجتمع كان الذكور مستحوذين عليه. هذا لا يعني أن اللواتي تم اختيارهن غير مستحقات للتكريم أو التحدث. لأنني واحدة من هؤلاء الذين حظين وتشرفن بذلك منذ الملتقى الأول. ما أقصده هو غياب الجيل الأول من السيدات اللواتي كان لهن الفضل على تعليمنا معنى التميز والنجاح.. ثانيا: عدم وجود معايير واضحة وذات جودة عالية في اختيار الفقرات والضيوف، بحيث يغلب على بعض الضيفات طابع واحد فقط وهو الشهرة. والشهرة بحد ذاتها غير كافية لوصف النجاح.. في هذا الزمان يمكنك أن تحصد شهرة واسعة بسبب فيديو غريب أو سلوك مستفز أو تصرف متهور.. ما أسهل الشهرة في زماننا. والسؤال الذي أطرحه الآن على القائمين على الملتقى: أينكم عن المدارس الجامعات؟.. لقد زرت إحدى المدارس الأسبوع الماضي زيارة غير رسمية، لمشاهدة مشروعات طالبات في الأول الثانوي. ووالله إني تفاجأت من مستوى الإبداع والتميز، سواء في اختيار فكرة المشروع أو في تنفيذها. لماذا لا يذهبون للمبدعات المغمورات؟.. لماذا يكتفون بمن يظهر على السطح؟. إما عن الفنانة الجميلة سمية الخشاب، وهي فنانة مبدعة عشقناها في الشاشة أو تحت أضواء السينما، ولكنها غير مستوفية للصفات التي ينتظرها المجتمع السعودي في المرأة القدوة. إن كان لابد الاختيار من مصر الحبيبة، فمصر ولادة. ولن تعقم عن إنجاب عظيمات يستحققن التكريم.. وليس بالضرورة ممثلة أو مطربة. ختامًا: من القلب أرجو من وزارة الإعلام مراجعة معاييرها، تسليم تنظيم مثل هذه الملتقيات للمختصين.. وأخيراً: استغراق البحث عن سيدات وفتيات عظيمات، غابت عنهن شاشات الكاميرات وفلاتر السنابشات.