ينهار السد، يتحول الماء إلى سيل فتفقد الأشياء فيه ثباتها، تهتز الأرض ويموج البحر هياجاً، تكفهر السماء فيصيب كل شيء مس من الجنون، فيستباح المعقول وغير المعقول، تستعد النفوس للمواجهة؛ فتمطرهم الغيوم بالحجارة. مغاليق تعلق بحبال الخديعة، انطلق بحرية، اصطدم بجدار صلب، عاد يعالج المزاليج المغلقة بإحكام؛ فُكت؛ لوثه الصدأ..! صراع يمتطي ريشته بعنفوان، يتوهج الأفق بألوان قوس قزح، تنبعث شرارات حارقة؛ يشكل بها حيطان صومعته، يرسم على جيده قلائد الانتصار، تخنقه خيوطها ذات غفوة...! قربان يغيب عن عالمها أمداً بعيداً، تراه عبر المنام ضاحكاً مستبشراً، تحادث طيور السماء: – خذيني إليه .. تعود إليها بأشلاء ممزقة، تنثرها نحو الأفق وتزغرد .. تساقط عليها شهباً..! تصدع يرقد وفي عينيه دمعة، تدمي قلبه حكاياته التي تحاك خلف الأبواب المؤصدة، من وراء حيطان محطمة، يسرق دقائق من رحم الحلم؛ يؤدي فيها خلسة النشيد الوطني..! كواكب يسدل الليل ستاره عليهما، يعدان الأجرام واحداً تلو الآخر، تهديه كوكباً، يختل توازن السماء ... تنطبق عليهما ...! عولمة يداهمها ثقل الحمل، تسير بحزن دفين، جنينها يبكي، تسمع صوته يناغيها، تحدثه: - يا ولدي ... لا تخرج، سأحملك حتى آخر العمر. مع بزوغ الشمس، يصرخ ميلاد جديد، تنجب طفلاً في يده سكين...! ** **