أكد المستشار الإعلامي والكاتب الرياضي المخضرم صالح بن علي الحمادي المبتعد عن الحديث في شؤون كرة القدم منذ ما يقارب السنة أن ابتعاده عن المشاركة في الكتابة الرياضية والخروج الفضائي تجعل المتابعة بالنسبة له لا تكون مستمرة لكل الأحداث، لكنه (مستدركاً) أنه يظل مطلعاً على ما يدور في الساحة الكروية بحكم المسؤولية الوطنية. وقال ل«الجزيرة»: «في كرة القدم السعودية هناك تجارب مختلفة وجديدة على مستوى دوري المحترفين وعلى مستوى دوري الدرجة الأولى، وكثرة اللاعبين الأجانب المشاركين بشكل غير مسبوق، ووأضح بأن هناك تنافسًا قويًا، ولكن حينما جاء المحك لم تكن النتائج كما هو مخطط ومرسوم لها، ونتحدث هنا عن المنتخب السعودي ونتائجه في آسيا». وعن المنافسة في كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، قال: «منذ بداية الدوري كانت الرؤية واضحة بالنسبة للمتنافسين، في البداية تسنم الهلال الصدارة والسيطرة على المركز الأول، ومن ثم جاء النصر بقوة وفرض نفسه كمنافس، ولكن ما لم يكن محببًا للنفس ولم يكن مريحًا هو التشكيك النصراوي حينما كان الهلال يتصدر، والفعل ذاته صدر من الهلاليين حينما قفز النصر للصدارة، وهذا ما لم نعتده من الهلاليين الذين اعتدنا منهم مجابهة كل الظروف. ولكن في المجمل، يجب أن تسيد القناعة العامة لأن الرياضة فيها فوز وخسارة، وأخطاء التحكيم واللاعبين واردة في كرة القدم من دون تشكيك، ولكن المحزن أن ينشأ جيل على فرضيات المؤامرة، وأن الغش هو من يكسب وليس المتمكن!، وهذه ظاهرة خطيرة جداً، ودخيلة على المجتمع السعودي، أقول ذلك والقيادة السياسية تحارب الفساد والغش، وعلينا في الوسط الرياضي محاربتها». وعن سبب زرع ثقافة التشكيك، قال: «يجب علينا مراجعة كثير من الأمور الإدارية والفنية والمالية والتحكيمية في كرة القدم، ونحن نلاحظ كثرة التغييرات على مستوى اتحاد القدم ولجانه بما فيها التحكيم والانضباط والمسابقات وغيرها!، وهذا لا شك غير صحي، فمثلاً حينما يستقيل عادل البطي من لجنة المسابقات ويعلن استقالته بعد نقل مباراة للنصر خارج أرضه دون علمه، ليأتي السؤال، مَنْ اليد التي وقعت ذلك القرار؟، وعندما نشاهد تغير رؤساء اتحاد القدم وتغير رؤساء اللجان، وتغير رؤساء أندية ومدربين من دون أسباب جوهرية، لن ننتظر خططًا علمية وعملية للمدى الطويل، وحينما نشاهد تفاوت القرارات الانضباطية تبدأ الأمور ضبابية، وقتها لن نشاهد أي إنجازات». وتطرق الحمادي لتصاريح رؤساء أندية الهلال والنصر والشباب، وقال: «الله يحلل الأوائل من الرواد، ويذكر بالخير من سبق وانتقدناهم بشدة على مثل هذه التصاريح، فنحن توقعنا أن نشاهد مزيداً من العقلانية والتروي والاطلاع بالمسؤولية، ولكن -مع الأسف- شاهدنا إثارة مصطنعة، ومثل هذه الإثارة لا أعتقد بأنها تبني أجيالاً قد تحقق نتائج سواء على المستوى الإداري أو التنظيمي أو حتى على مستوى اللاعبين». وعن حديث رئيس نادي النصر سعود آل سويلم بأنه خلف إقالة رئيس لجنة الحكام الإنجليزي كلاتنبيرغ، قال: «هذا نفاه اتحاد القدم، ولكن متى كان صحيحاً وتم إقالة رئيس لجنة من أهم اللجان من قبل رئيس نادٍ أيًا كان اسمه فهذه كارثة!، وإن كان غير صحيح مثل ما أعلن اتحاد القدم، فيجب أن لا يكون العقاب ماليًا، فالعقوبة المالية غير مؤثرة، بل يجب أن يكون هناك ضبط وربط في مثل هذه الأمور». وحول وجود الأمير محمد بن فيصل في رئاسة نادي الهلال قال: «ربما جاء في الوقت الغلط، فهو كان مبتعدًا جداً عن المجتمع الرياضي ودهاليزه، وبالتالي ربما يكون غير مطلع، وإن جاء وهو مطلع فنقول له أعانه الله على نفسه وعلى الجماهير». وعن مستوى الهلال في الجولات الأخيرة من الدوري، قال: «هناك أضلاع ثلاثة تتحمل المسؤولية، وهي: الإدارة والجهاز الفني واللاعبون، وهذا في كل لعبة وليس مقتصرًا على كرة القدم». وأشار الحمادي بأن عودة زوران ليدرب الهلال كانت خطأ، وقال: «زوران من الأساس يفترض أن لا يأتي للهلال، فمنذ مغادرته للعين وترك فريق النصر لم أتمنَ أن يعود للكرة السعودية». وأضاف: «في الأصل اعتبر إقالة البرتغالي جيسوس خطأ، فهو مدرب مرموق وكان يتصدر الدوري، فلماذا يقال، إن كان هناك مبررات لا نعلمها فهذا أمر آخر». وعن حركة لاعب فريق النصر المغربي عبدالرزاق حمدالله غير الأخلاقية، قال: «لاعب شاهدته مع مرابط وأحمد موسى في المسجد الحرام أربأ به أن يقدم على حركة مثل هذه الحركة، ولكنه تصرف أقبح من تصرف زاناتا مدرب فريق الأهلي الذي طرده الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- لأنه أشر بيده للرشوة، وأسوأ مما فعله مدرب فريق الهلال الروماني كوزمين الذي رمى قميصًا يحمل صورة الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله- ليُطرد بعدها، ومثل تصرف هذا اللاعب لا يقل عن تصرفهما، بل هو أسوأ، ولكن ربما كانت القرارات أيام الأمير فيصل بن فهد قوية وحازمة». وأضاف: «من المفترض، وأقل ما يكون هو طرد اللاعب حمد الله مهما كانت نجوميته». وعن رؤيته في من يحقق لقب الدوري، قال: «الدوري بين النصر والهلال، وأي منهما جدير بتحقيقه، والبطولة لا زالت في الملعب، وإن كان النصر الآن فارق بنقطة، وهذا وضع مريح بالنسبة له». وأضاف: «على الهلاليين أن يكونوا أكثر واقعية وعقلانية، والأسباب التي أدت بهم للتنازل عن الصدارة ليست هي مباراة النصر بل مباراتي الوحدة وأحد».