المملكة على وشك أن تدخل مع بعض دول العالم الثورة الصناعية الرابعة التي تعود لعام 2016م، وتعتمد على دمج الأنظمة التكنولوجية المادية بالتصنيع. وهي مرحلة متطورة ومعقدة التركيب، أذابت فواصل التكنولوجيا والتطور الرقمي، ودمجتها؛ إذ ستظهر على شكل صناعات ونمط معيشي مختلف تمامًا عن الأنماط التي عاشها الأفراد والجماعات؛ فمن الناحية التاريخية فإن الثورة الصناعية مرت بأربع مراحل، هي: الثورة الصناعية الأولى: القطارات الأولية، المحرك البخاري. وقد عاشت البشرية آلاف السنين في هذه المرحلة؛ وتعد أطول المراحل، وبقيت في فضاء صناعي واحد، تطور من مرحلة الجمع والالتقاط حتى وصل إلى اختراع المحرك البخاري في الربع الأخير من القرن الثامن عشر 1775م. قوة البخار لعمل ميكانيكي بواسطة الحرارة، وذلك باستخدام الفحم الحجري لطاقة البخار. الثورة الصناعية الثانية: اختراع الكهرباء والسيارات والطائرات والنفط؛ إذ تحول النفط إلى مصدر أساسي. وحدثت هذه الطاقة بعد اكتشاف الكهرباء في أواخر القرن التاسع عشر 1800م. الثورة الصناعية الثالثة: أحدثتها الرقمية والإنترنت والبرمجة والشبكات في النصف الثاني من القرن العشرين 1950م، ومهدت لظهور الثورة الصناعية الرابعة؛ فقد كوّنت لها البنية التحتية. الثورة الصناعية الرابعة: هي الدورة الصناعية التي نحن على أبوابها، وأُعلنت عام 2016م؛ فقد فتحت الثورة الصناعية الثالثة المجال أمام تطوير الإنترنت ومجال الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة، وتكنولوجيا النانو. فالثورة الصناعية الأولى القطارات الطاقة البخارية، والثانية الكهرباء والنفط، والثالثة الرقمية الأولية، والرابعة الرقمية المعقدة والإبداعية، وتضم مزيجًا من التقنيات المتفاعلة، ودمج التقنيات المادية والرقمية والبيولوجية، وإلغاء الفاصلة بينها.. ومن شواهدها المدن الذكية والمعرفة وارتباط حركة الفرد والمجتمع بالشبكة وتكنولوجيا الفضاء، والتعلم المتعمق والذكاء الاصطناعي. فهل قطاعات الخدمات ومقدم الخدمة جاهز للدخول في الثورة الصناعية الرابعة؟