ستكون المهمة الأولى للمدافع الدولي الإيطالي السابق فابيو كانافارو بوصفه مدربًا جديدًا للمنتخب الصيني أن يمتص «الغضب الشعبي» والنقمة عليه من الكثيرين الذين انتقدوا بشدة قرار الاتحاد المحلي الاستعانة به، ولاسيما في ظل سجله المتواضع على الصعيد التدريبي. وسيحتفظ بطل مونديال 2006 بوظيفته مدربًا لغوانغجو إيفرغراندي إلى جانب توليه مهمة الإشراف على المنتخب الصيني خلفًا لمواطنه الفذ مارتشيلو ليبي الذي قاد الصين إلى ربع نهائي كأس آسيا الأخيرة في الإمارات، وسيؤدي دورًا استشاريًّا في الفترة المقبلة. ولم يكشف الاتحاد الصيني ما إذا كان كانافارو سيتولى منصبه لمدة مؤقتة أم لفترة طويلة. ورأت صحيفة «يوث دايلي» الصينية أن تعيين كانافارو «تسبب بغضب شعبي»، معتبرة أنه «خلال أيامه لاعبًا كان كانافارو رائعًا. لكن خلال مسيرته مدربًا لم يحقق أي شيء حتى الآن». ونقلت الصحيفة عن اللاعب الدولي السابق لي يان قوله «إنجازات كانافارو لاعبًا لا جدال فيها، لكنّ قراراته خلال المباريات وأداءه مدربًا ليست مقنعة بما فيه الكفاية». وكان التعاقد مع المدرب البالغ 45 عامًا متوقعًا من قِبل وسائل الإعلام الصينية، لكن المشككين قالوا إن المدافع السابق ليوفنتوس وريال مدريد الإسباني لم يحقق الكثير لإثبات أنه يستحق المنصب. وفي أول موسم كامل له مع غوانغجو العام الماضي تنازل الفريق عن لقب الدوري المحلي بعدما احتكره طيلة سبعة مواسم. علمًا بأنه أشرف في فترة سابقة على الفريق، وأُقيل من منصبه عام 2014 بعد سبعة أشهر فقط. وكانت أفضل إنجازات كانافارو مدربًا في الصين الصعود بتيانجين كوانجيان إلى الدوري الممتاز عام 2016، ثم قيادته إلى المركز الثالث في الموسم التالي. هيمنة على التشكيلة الأولى ورأت «يوث دايلي» أن الاتحاد تعاقد مع كانافارو بسبب معرفته بالكرة الصينية، موضحة «ميزته الكبرى قد تكون في إلمامه وفهمه لكرة القدم الصينية»، مشيرة أيضًا إلى سجله الجيد في جذب اللاعبين الشباب. وتكهنت بعض وسائل الإعلام بأن مباراتَي المنتخب في كأس الصين الدولية الودية المقررة هذا الأسبوع بمشاركة الأوروغواي وأوزبكستان وتايلاند ستكونان بمنزلة اختبار للمدافع السابق لنيل الوظيفة بشكل دائم. وتم اختيار ثمانية لاعبين من إيفرغراندي في تشكيلة الفريق قبل مباراة اليوم الخميس مع تايلاند التي تليها أخرى الاثنين ضد أحد طرفَي مواجهة الجمعة بين أوزبكستان والأوروغواي. لكن لي يان (38 عامًا) الذي دافع عن ألوان المنتخب في 17 مباراة بين 2005 و2011 قبل اعتزال اللعب نهائيًّا حذر من أن وجود هذا العدد الكبير من لاعبي غوانغجو في التشكيلة قد يسبب المشاكل مع لاعبين من فرق أخرى. وفي حال صمد كانافارو في منصبه بعد مباراتَي الخميس والاثنين سيكون الهدف الأول للإيطالي قيادة المنتخب الصيني في تصفيات مونديال قطر 2022 التي تبدأ في سبتمبر المقبل. وعلى الرغم من تألقها في العديد من الرياضات الأخرى لا تزال كرة القدم - بالرغم من شعبيتها الكبيرة والأموال التي تنفق عليها - من الرياضات المتواضعة. ولم تشارك الصين في كأس العالم سوى مرة واحدة عام 2002 حين فشلت في الحصول على نقطة واحدة، أو حتى تسجيل هدف. ولفتت صحيفة «غوانغجو دايلي» إلى أن تعيين كانافارو جاء بعد أيام فقط على تعرُّض إيفرغراندي لهزيمة مفاجئة 1-3 أمام دايغو الكوري الجنوبي الوافد الجديد إلى دوري أبطال آسيا. وتساءلت الصحيفة «هل هو جيد بما فيه الكفاية لتحمل مسؤولية الإشراف على إيفرغراندي والمنتخب الوطني لكرة القدم؟». مضيفة «هذا الأمر يشكل علامات استفهام». وأعربت صحيفة «أورينتال سبورتس» اليومية التي تتخذ من شنغهاي مقرًّا عن قلقها حيال الوظيفة المزدوجة لكانافارو، وقالت «إذا أصبحت وظيفة الدوام الجزئي هي القاعدة لفترة طويلة في المستقبل فهذه ليست القاعدة (التي يجب اعتمادها) على الإطلاق، ولا ينبغي أن تكون كذلك».