أعلن فضيلة رئيس مجلس علماء باكستان، الشيخ حافظ محمد طاهر محمود أشرفي، عن حزنه العميق واستنكاره الشديد وشجبه للحادث الإرهابي المشين والاعتداء الغاشم الأليم ضد مجموعة من الضحايا الأبرياء المصلين الذين أصابهم نتيجة للهجوم الإرهابي المستهجن، الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزلندا، وهي من الدول الصديقة المسالمة. وقال الأشرفي: إن العمل الإجرامي ترفضه جميع الدول والأديان والمذاهب والملل والأعراق والأعراف والاتفاقيات والمنظمات الدولية، ولقد تابعت تفاصيل هذا الهجوم الإرهابي المتطرف الذي استهدف مجموعة من المسلمين داخل المسجدين، وكانوا في طمأنينة بالغة يعبدون الله تعالى في أمن وأمان ولم يكونوا يتوقعون مثل هذا الهجوم المفاجئ لهم وللجميع، وخاصة أن الهجوم وقع أثناء انشغالهم بالعبادة والطاعة، أصابهم ما أصابهم من الهجوم الغاشم الجبان، نتج عن ذلك عدد كبير من الوفيات ومثلها من الإصابات المتفاوتة، مؤكداً أن هذا الحادث الغريب جديد في شكله ومضمونه على مستوى دول العالم، وهو نادر وتفاجأ به الجميع. والعجيب أنه بعدما كان الناس يعتقدون أن مصدر الإرهاب أساسه من مناهج الإسلام والعقيدة الإسلامية، تأكد للعالم بعد هذا الحادث المؤسف بأن هذه التهم مردودة على أصحابها، ولا أصول لها ولا علاقة لها بالإسلام والمسلمين، لأن الإسلام كما هو معروف للعالم دين عظيم مبني على الرحمة والأخلاق والعدل والعدالة، يحرم القتل والتطرف والإرهاب والاعتداء على الإنسان والحيوان ويحمي حقوق كل كائن حي، ويحمي الأسرة من الخلل والزلل والأخطار والمخاطر، ويحث الناس على التقارب والتعارف بين الشعوب ونبذ الحقد والشر والشرور والأشرار. وجاءت هذه الحادثة لتكشف للعالم حقائق الأمور وتؤكد للجميع بأن الفكر المنحرف والتطرف والإرهاب منهج منبوذ لا دين له ولا أرض ولا عقل لمن يتبنى هذا المنهج الفاسد المفسد للعقول والعلاقات والمجتمعات الآمنة المستقرة. ومن هذا المنطلق نطالب القادة والعلماء والعقلاء والحكماء والمتخصصين والمفكرين بأهمية التركيز على كشف الحقائق والتعامل مع الأمور بالحقائق، والبحث عن الحلول المناسبة لمعرفة أسباب الغلو والتطرف والعنف والحقد والكراهية وما ينتج عن ذلك من أحقاد وإرهاب نفسي وما يترتب على ذلك من الرغبة في القتل والتدمير والاعتداء والانتقام. ونثمن اهتمام قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحرص ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ومبادرتهما بمتابعة الموضوع والتواصل مع حكومة نيوزلندا حول هذا الحادث الإرهابي الخطير، مؤكداً بأننا نحب السعودية وقيادتها بلا حدود لأنها تمثل القلب النابض للعالم العربي والإسلامي وحصننا الحصين وخط الدفاع الأول للعالم الإسلامي، ونثق في جميع جهودها وأعمالها الرامية لتعزيز السلم والسلام العالمي، ونؤيد جميع الخطوات المباركة التي تتخذها القيادة السعودية الحكيمة، وهي من المؤكد تصب في مصلحة الأمة وتسهم في توحيد الكلمة والصفوف وحماية المصالح والشعوب العربية والإسلامية.