يصدر للزميل الشاعر سعد الحميدين، ديوانه الحادي عشر، الذي وسمه بعنوان: «عزف على الحروف»، الصادر في طبعة أولى، عن دار المفردات، 2019م، متضمنا سبعة نصوص طويلة، جمع فيها الحميدين بين قصائد التفعيلة، وقصيدة النثر، التي يعد الحميدين أحد رموزها الشعرية، ورائدها في المملكة العربية السعودية، ما جعل من تجربته حاضرة رائدة في المشهد الثقافي السعودي، عبر عدة مستويات، جاء أولها من خلال التأثر (الإبداعي) بتجربته الشعرية، أما المستوى الآخر، فيمثله ما حظيت به تجربة الحميدين الشعرية، من دراسات نقدية، على مستوى البحث الأكاديمي، ومن خلال الدراسات النقدية التي قرأت تجربة الحميدين عبر المستوى المحلي، والخليجي، والعربي، المنشورة في الصحف والمجلات، والمصنفات النقدية المختلفة. وقد أصدر الحميدين أولى مجموعاته الشعرية، بعنوان: «رسوم على الحائط»، 1977 ، ثم أصدر ثاني دواوينه، «خيمة أنت والخيوط أنا»، 1986 ، التي ترجمت إلى اللغة الإنجليزية، فيما صدر الديوان الثالث بعنوان: «ضحاها الذي»، 1990، أما رابع المجموعات الشعرية، فقد أصدره الحميدين 1994، بعنوان: «أيورق الندم؟!»، ليصدر خامس مجموعته الشعرية «وتنتحر النقوش أحياناً»، 1991 ، فيما صدرت سادس مجموعات الحميدين الشعرية، بعنوان «وللرماد .. نهاراته»، في عام2000، ليصدر في العام 2004، «الأعمال الشعرية الكاملة»، فيما صدر ثامن المجموعات، بعنوان: «غيوم يابسة»، 2007، أما المجموعة الشعرية التاسعة فقد وسمها الحميدين بعنوان: «وعلى الماء بصمة»، التي أصدرها في عام 2011، ثم عاشر المجموعات «سين بلا جواب»، في 2014، وصولا إلى المجموعة الشعرية الحادية عشرة «عزف على الحروف». وقد كانت وما تزال تجربة الحميدين الشعرية محل احتفاء النقاد محليا وعربيا، ووجهة لدراساتهم، للمكانة التي تسنمتها تجربة الحميدين، ولما تحفل به من مقومات إبداعية، وتكتنزه من عمق ثقافي وفكريّ، وأبنية فنية، وقيمة إبداعية، اتخذت من «التحديث» في القصيدة منهجا، ومن «الحداثة» أول الأدوات تفردا؛ حيث وصف الناقد الدكتور عبد الله الغذامي، القصيدة عند الحميدين، قائلا: «في شعر كهذا.. يبرز انتماء من نوع مختلف، فهو ليس انتماء إلى الذات الفخورة بذاتيتها، وليس انتماء إلى العشيرة المدلة بعرقيتها! ولكنه انتماء للثقافة وإلى الإنسان»؛ فيما وصف الدكتور حسن ظاظا، شاعرية الحميدين، بقوله: «شاعر يملك زمام فنه، ويعلم الشعر وما ينبغي له، حتى لو كان ما ينبغي له هو (توظيف) بيت أو أبيات مما قاله الأسلاف.. عندما يجد نفسه في وقفة يوجه بها أولئك الأسلاف! ونحن نعلم أن غيره في هذا الموقف كثير ما تسول له نفسه أن يقطع عليهم الطريق، ويمعن فيهم (سرقة) وسلبا ونهبا!»؛ بينما يصف الدكتور أحمد كمال زكي، ريادة سعد الحميدين الشعرية في المملكة، قائلا: «يظل بين شعراء المملكة نبرة آسرة، وفي وطننا أنه النموذج (الواضح)، الذي يمكن أن تدلل به على أن الشاعر الأصيل المثقف ينحي عينيه في لحظات الإبداع على المظاهر المحسوسة من الكون، ويخوض في حوار فني مع الكلمات».