إذا فارقنا من نحب في غمضة عين الحياة، تباغتنا كل ينابيع الحب ممزوجة بالألم فتنهمر لكن بعد فوات الأوان والتي قد لا تكفيها كلمات الرثاء لو كتبنا بمداد السنين. وهذه بضع نبضات من فؤادي لابن أختي وحبيبي سلمان بن أحمد الفراج الذي وافته المنيّة في الثامن عشر من شهر رمضان.. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. يا ابن قلبي كتمت ألمي وألجمت دمعي، لعلي بذلك أستطيع أن أتجاهل حقيقة فراقك، وقسوت على نبضي فلم يحتمل! لا اعتراض على القدر ولكن من ألم الشوق أين المفر! لم أذكر في يوم من الأيام أنك أغضبتني أو أحزنتني، بل كنت رفيقًا لفرحتي وبسمتي. يا نقي الفؤاد، يا من تحمل للصغير والكبير صدق الوداد، وبوجهك الباسم، وعطفك الدائم، أنت أكبر من أن تكون مجرد ذكرى؛ حتى ولو في هو حديث مشاعر لا تنسى. أرى طيفك في أعيُن حنان، وفي براءة عبدالإله، وفي ابتسامة سعد، فأنت حي بروحك بيننا ياحبيبنا. تمنيت أن أخبرك بحجم حبي لك، وبأنه كحب الأم لولدها! كم أغبط أصحابك بك فهم جلساء حديثك، كم من الكلام الذي يقضّ مضجع قلبي أريد أن تسمعه.. اثنان وعشرون عامًا زرعت بها محبتك في كل من رآك، وشهد بذلك كل من شاركنا الألم، وتوحدت الألسن لك بالدعاء في أفضل عشر ليالٍ من رمضان.. ما يهوَّن عليّ الألم أن أصحبُك في دعواتي التي تأتيك على طبق من نور.. لقاؤنا بالبرزخ ثم إن شاء الله في جنان النعيم على الآرائك متكئين يجمعنا الحب المتين.. «ثق يا رفيق القلب والفكر والوجدان، بأنك ستمضي معنا ما حيينا، في كل دعوة، وفي كل فرحة، وفي كل مواقف الحياة ستكون معنا في كل شيء!» سلمان.. وهبك ربي الجنان ورحمك برحمته الرحمن ورزقك رؤية وجهه الكريم العظيم المنان. ** **