صدر لمعالي الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية، السابق؛ كتاب جديد، بعنوان: «صد الكلمة: كلمات ومحاضرات في محافل ومنتديات»، عن العبيكان، في طبعة أولى 2019، حيث يصف المؤلف تقسيماته لفصول إصداره قائلاً: قسمتُ فصول هذا الكتاب إلى خمسة فصول، يشمل الفصل الأول منها عدداً من كلمات المملكة العربية السعودية في اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم لمتحدة، أما الفصل الثاني فيضم بعض كلمات المملكة التي ألقيتها في عدد من الاجتماعات الرسمية والمؤتمرات الوزارية على المستويات الخليجية والعربية والدولية والإسلامية، ويبرز فصلا الكتاب مواقف المملكة الثابتة من قضايا كثيرة، منها: القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط، مكافحة الإرهاب (حتى قبل 11 سبتمبر)، وإصلاح الأممالمتحدة، والتنمية المستدامة، وحوار الثقافات والحضارات وغيرها. ويضيف مدني، في سياق حديثه عن فصلي كتابه قائلاً: توضح مضامين الفصلين الأول والثاني ملامح وأبعاد السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، والأسس التي تستند إليها، ومواقفها من كثير من الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة؛ فيما يعرض الفصل الثالث الأوراق والأبحاث التي قدمت في بعض المؤتمرات والندوات الثقافية داخل المملكة وخارجها، بينما يحتوي الفصل الرابع على كلمات ومداخلات ألقيتها في عدد من المنتديات والمؤتمرات الفكرية، وتغطي الدراسات في الفصلين الثالث والرابع طيفًا واسعًا من الموضوعات والقضايا السياسية الداخلية والخارجية، منها: تطوير تجربة الشورى في المملكة، الوحدة الوطنية، مرتكزات السياسة الخارجية السعودية، المملكة العربية السعودية في ظل التوازن الدولي، المملكة العربية السعودية وأحداث 11 سبتمبر، أمن الخليج العربي، الاتحاد الخليجي، التغيرات في المنطقة العربية مع أحداث الربيع العربي، والإسلام فوبيا، وغيرها من القضايا. وقد تلا التوطئة، والمقدمة التي جاءت بقلم الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، التي أعقبها الفصل الأول بعنوان: كلمات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ضمت كلاً من الكلمات التالية: كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثلاثة والخمسين، كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والخمسين، كلمة السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والخمسين، كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين. بينما جاء الفصل بعنوان: كلمات في مؤتمرات واجتماعات رسمية؛ الذي ضمنه المؤلف العديد من الكلمات للمملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الرسمية، التي جاء من بينها: كلمة المملكة العربية السعودية في اجتماع لجنة التوجيه في عملية السلام المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط، كلمة السعودية في المؤتمر الإسلامي الحادي والثلاثين لوزراء الخارجية، كلمة المملكة أمام المؤتمر الإسلامي الثاني والثلاثين أمام وزراء الخارجية، كلمة المملكة العربية السعودية أمام لجنة حقوق الإنسان في دورتها الحادية والستين، كلمة السعودية في الاجتماع الوزاري الخليجي الأوربي في دورته الثامنة عشرة، مداخلة حول عملية السلام في الشرق الأوسط، كلمة المملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، كلمة السعودية أمام المؤتمر الرابع للأمم المتحدة للدول الأقل نموًا.. حيث يمضي المؤلف في سياق هذا الحضور الدولي للمملكة العربية السعودية في الهيئات والمنظمات الدولية، بمختلف مستوياتها، وعبر المناسبات الأممية في مجالات مختلفة. وعن القيمة المهمة، التي تظل تكتنزها الخطابات والبيانات السياسية، وأبعاد قيمتها، قال المؤلف: كان - ولا يزال - للخطابات أو البيانات أو الكلمات التي تلقى في المناسبات أهمية قصوى في إيصال الرسالة، وتحقيق الأهداف، سواء في حالات السلم أو الحرب أو في مجالات السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والإعلام، وشؤون المجتمع، وغيرها: واحتفظت هذه الخطابات أو البيانات - على مدى حقب التاريخ - بقيمتها، بوصفها وسائل مثلى وقوة للتعبير عن المواقف الرسمية وشبه الرسمية، مع تعرضها لمراحل من التطوير والتعديل طالت قواعدها وأساليبها على اختلاف الزمان والمكان. وفي سياق أهمية هذه الخطابات والبيانات، وما تعنيه من مواقف، وما تمثله من قيمة، قال مدني: لما كانت الخطابات والبيانات بهذا القدر من القيمة، فقد نالت اهتمامًا علميًا وفكريًا، وأصبحت لها مناهجها وقواعدها، ووسائل وأساليب تصنيفاتها، ومهارات تدرس في المعاهد والجامعات والمراكز المتخصصة، لتبرز في هذا السياق أهمية مثل هذه الخطابات والبيانات في المجالات السياسية والدبلوماسية والإعلامية؛ لأنها تتعاطى مع القضايا المهمة والحاسمة، وتقدم الرؤى والأفكار، وتراعي - بحرص - العلاقات الدولية، وتتفادى المزالق أو الأخطاء، وتتجنب - قدر المستطاع - الوعود الملزمة، ما زاد من أهميتها وأثرها، سواء كانت على شكل كلمة أو مداخلة في مؤتمر أو اجتماع أو منتدى أو كانت على شكل بيان أو تصريح، ولهذا دأب الساسة والزعماء والمفكرون على توظيف المؤتمرات الدولية، والمناسبات الفكرية، لإيصال مواقفهم، ورؤاهم، وأفكارهم، والدفاع عن مصالح دولهم، وعرض قضاياهم الوطنية والفكرية. ومضى إياد مدني، في سياق الحديث عن هذا الجانب الذي يؤكد أهمية البيانات والخطابات، قائلاً: غني عن القول أن خطابات القادة أو كبار المسؤولين التي تمثل دولهم، وتلقى في المحافل الدولية أمام هيئة الأممالمتحدة أو المنظمات الدولية والإقليمية، أو في المؤتمرات والمنتديات والندوات.. هي التي تتصدر كل أنواع الخطابات، نظرًا إلى ما تحويه من تعبير عن سياسات الدول ونياتها ومواقفها وخططها، ولما تشكله من مرجعية وثائقية مهمة؛ فهذه العناصر مجتمعة هي التي دفعتني إلى الإقدام على توثيق المشاركات التي شرفت بتمثيل بلدي المملكة العربية السعودية فيها، سواء في المحافل أو الاجتماعات أو المؤتمرات الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، وكذلك بعض المشاركات في مناسبات غير رسمية من مؤتمرات فكرية؛ وحيث إن هناك عددًا لا بأس به من المشاركات، التي شرفت بتمثيل بلادي فيها، والمحاضرات التي دعيت إلى إلقائها في بعض المنتديات والمحافل العلمية، فقد استشعرت أهمية توثيق بعضها ونشره في هذا الكتاب، آملاً أن يكون مرجعًا مفيدًا للمختصين والمهتمين بالموضوعات المختلفة، التي تطرقت إليها تلك الخطابات والكلمات والمحاضرات. من جانب آخر وصف الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، الكتاب، عبر محورين رئيسين، الأول منهم استعرض فيه مؤلف الكتاب، عبر السيرة والمسيرة، العلمية، والعملية، ومنهجية الكلمة، التي تجلت في خطابات وبيانات معالي الدكتور إياد مدني، في مختلف المناسبات، والندوات، والمؤتمرات العلمية والفكرية، التي مثل فيها المملكة العربية السعودية، في العديد من المحافل الدولية خليجيًا، وعربيًا، وعالمياً، إذ قال الشبيلي في هذا السياق: تربى نزار في بيت الأدب والتاريخ في المدينةالمنورة، في أحضان والده عبيد، وعمه أمين، قبل أن يسلك الابن طريقه نحو التخصص في العلوم السياسية، ثم يمارس العمل الدبلوماسي، لتجتمع في يديه خيوط الخبرات من جميع أطرافها، مضافًا إليها تجربة ثرية في المجال الشوري، من خلال مروره بالمجلس في بدايات تكوينه الحديث، فتفاعل معه أثناء عضويته وبعدها، وكان ركنًا من أركان لجنة الشؤون الخارجية واللجان البرلمانية، وإذا جاز تحديد المدرسة الرابعة التي تخرج فيها، فإنها بامتياز أكاديمية الأمير السعودي الراحل سعود الفيصل، فلقد لازمه عن قرب مدة فاقت الثلاثة عقود، تشرب فيها الدكتور نزار أسلوب رئيسه وحنكته وفكره، ومواقفه في الاجتماعات والمؤتمرات، مما أفرغ الدكتور نزار بعضه في هذا الكتاب. وأردف الشبيلي حديثه عن مؤلف الكتاب، بقوله: كما أن الدكتور نزار الذي شغلته الوظيفة بالترحال والظروف الإقليمية والدولية المحيطة، لم يغفل معاقرة (الحرف)، الذي عشقه قراءة وصوغًا، منذ أن كان على مقاعد الدراسة، وأبدع فيه عبارة وذوقًا، ظهرا عبر الكلمات التي ضمها هذا الكتاب، وكل كتبه السابقة التي أصدرها، ومنها: (دبلوماسي من طيبة 2009)؛ دوَّن فيه محطات من سيرته، وقد كتبت قراءة له في مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، وكتابه الثاني: (قضايا ومواقف في الفكر والسياسة 2012)؛ الذي ضم بحوثًا نشرها أثناء مشواره الوظيفي، تناولت قضايا بين اهتمامات قومية ودولية وفكرية مختلفة، تهدف إلى ربط الفكر بالواقع، وتلامس اهتمامات الناس، وتتعلق بمصيرهم ومستقبلهم، وكتابه الثالث: (المستقل.. تأملات استشرافية في التطورات والتغيرات العلمية والتقنية والأوضاع السياسية المتوقعة في القرن الحادي والعشرين 2017)، الذي جمع بين دفتيه الجانب النظري الأكاديمي والجانب العلمي التطبيقي في دراسات استشراف المستقبل، وجاء مواكبًا لتبني مشروع (رؤية 20130)، التي وجد أنها تقع في صلب دائرة الاهتمام بالدراسات المستقبلية، وتعد جزءًا لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى تهيئة المملكة وإعدادها للولوج إلى عالم القرن الحادي والعشرين، وكتابه الرابع (سعود الفيصل 2018)، الذي وثق فيه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية سيرة الأمير الكريم، ونفث فيه الدكتور نزار رحيق فكره، وأفرغ فيه عصارة خبراته التأليفية، علاوة على مشاعره الوفائية نحو الأمير سعود الفيصل -رحمه الله. كما وصف الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، ما اتسم به هذا الكتاب، في سياق مسيرة مدني مع الكلمة، بقوله: جاءت خطابات إياد مدني المتوازنة، معبرة كل التعبير أيضاً عند من يعرف دواخل أسلوبه في الخطب واللقاءات الدبلوماسية، وصلاته الاجتماعية والأسرية الودودة والمعتدلة، مضاف إليها ما يعرف من تواضعه الجم، ونفوره من المباهاة والأضواء. أما عن البعد الآخر الرئيس، الذي يمثل محتوى الكتاب، فقال الشبيلي: أما عن محتوى هذا الكتاب، من الكلمات التي ألقاها بوصفه مندوب المملكة العربية السعودية في المحافل الدبلوماسية، وبصفة وزير دولة للشؤون الخارجية، ومن قبل ذلك مساعدًا لوزير الخارجية، فالكتاب يلخص الفكر السياسي لبلاده، ولقادتها منذ عهد المؤسس الراحل، وبخاصة، منذ تكوين الشعبة السياسية ومجلس المستشارين، وإنشاء وزارة الخارجية عام 1930م، التي قادها الأمير (الملك) فيصل طيلة خمسة وأربعين عامًا، ثم تولاها ابنه الأمير سعود الفيصل مدة نافت على أربعين عامًا؛ فالكتاب يضم خلاصة فكر سياسي، ويوجز رؤية دولة، ومنهج قيادة، وطريقة حكم لم تتغير عبر العقود، ويؤرخ مبدأ ثابتًا مع كل القضايا والمستجدات، والكتاب مع هذا وذاك ينبئ عن بصمة كاتب الكلمات، وحرصه على أن تعبر تعبيرًا دقيقًا عن سياسة حكومته، ممثلة في دواوينها وزارة خارجيتها، منذ أسست قبل تسعين عامًا، وأحزم أن الدكتور نزار، لم يكن يقصد من جمع أوراقه التي ألقاها في المحافل الدولية وتدوينها في هذا الكتاب، لمجرد أن يكون الإصدار مدونة لمجموعة كلمات، بل ليبرهن لقرائه كم كانت سياسات المملكة ومواقفها ثابتة لم تتحول عبر التاريخ، وكم هي دعايات مناوئيها تشوه الحقائق، ولا تنصفها. وأضاف الشبيلي: وعلى هذا يأتي هذا الكتاب الذي بين أيدينا إضافة لكتبه السالفة الذكر، من حيث كونه سجلاً لعينة من الكلمات الدبلوماسية والفكرية، التي ألقاها عبر مسيرته الوظيفية والثقافية والاجتماعية، لكن قراءتي هنا لن تكون أكاديمية المنهج، وهو فن لا أجيده، بل لا أبذه لكتاب لم تقصد به النخبة العلمية وحدها، فمن يتمعن في مجمل سيرة الدكتور نزار، لا يسعه إلا أن يلحظ أن لفظ (التوازن)، هو المصطلح الأدق في وصف شخصيته، منذ باكر نشأته الأولى في المدينةالمنورة، حتى أصبح منذ ربع قرن الذراع الأيمن لوزير الخارجية، وسنده الرديف في كل مسؤولياته.. مختتمًا الشبيلي حديثه في سياق حديثه عن الكاتب وكتابه، قائلاً: أتوقف مكتفيًا بهذا الاستعراض الموجز، لا عن استيفاء لقراءة محتوى الكتاب، ولكن لإتاحة الفرصة للقراء والباحثين، كي يغوصوا بأنفسهم في مضامينه، واستجلاء ما فيه من أفكار، شاكرًا ثقة صاحبه، إذ حظي القلم المتواضع بهذه الفرصة، ومعتذرًا عن القصور في أداء الواجب. *** كما صدر في طبعة ثانية، لمعالي الدكتور نزار بن عبيد مدني، كتابه: (دبلوماسي من طيبة) الذي صدرت طبعته الأولى في 2009؛ حيث سيطالع القراء مما جاء من المقتطفات من المقدمة والخاتمة، على غلافه الأخير العبارات التالية: {..هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}.. كتبته لكم بكل أمانة.. وصدق.. وتجرد.. كنت أظن حين استعدت في هذا الكتاب ذكريات ما كان من أمري في هذه الدنيا، أنني سأكون كمن عاش عمره مرتين، ولكنني اكتشف للأسف الشديد أن ذلك لم يحدث.. لم أكتب فيما سطرته على الصفحات السابقة كل شيء، سواء عن شخصي، أو عن أهلي وأسرتي، أو عن مجتمعي وقومي، أو حتى عن آرائي أفكاري، فما عزفت عن كتابته ربما كان أكثر مما كتبته وسجلته.. أعترف للقارئ الكريم أنني قد لا أكون قد ذكرت في هذا الكتاب كل الحق، ولكنني أؤكد له أيضاً لم أذكر فيه سوى الحق. -- نزار مدني