الأعداد الكبيرة من الحالات، وإن شئت فقل: الكوارث التحكيمية التي باتت تتكفل بتصحيحها تقنية (الفار) جعلت كل متابع يناشد العدالة، وينبذ الظلم، جعلته يتحسّر كثيراً على أن هذه التثنية قد جاءت متأخرة، ومع ذلك يظل العزاء في مضمون المثل الذي يقول (أن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً). هذه التثنية الرائعة التي جيء بها لكي تضع الأمور في نصابها من حيث عدم إهدار حقوق الأندية التي كثيراً ما تُسلب تلك الحقوق عياناً بياناً سواء بقصد أو بدون قصد. كذلك أنقذت الحكام من أنفسهم.. ذلك أنه بوجود تقنية (الفار)، لن يكون بمقدور أي حكم إنقاذ فريقه المفضل من الهبوط إلى الدرجة الأدنى على حساب الأحق بالبقاء كما حدث خلال أحد المواسم الماضية على يد (أبو عجرا)، كذلك من المؤكد أنه لن يجرؤ أي حكم اليوم على احتساب ركلة جزاء في حين أن منطقة الثمانية عشر خالية إلاّ من الحارس، الخ، الخ. سيئ الذكر (نيشيمورا) هل كان سيجرؤ على (نحر) شرف القضاء الرياضي من الوريد إلى الوريد بتلك الكيفية وهو يعلم بأن في طرف الملعب من سيعرّيه ويقول له على رؤوس الأشهاد: شغلك مكشوف يا كابتن. أما بالنسبة للذين يهاجمون هذه التقنية الرائعة، ويقدحون في فضلها في تحقيق أقصى الدرجات الممكنة من العدالة، فهم للأسف إما من فئة (خالف تُعرف) الذين يستمدّون بعضاً من الضوء بانتهاج هذه الخصلة.. أو أنهم، وهم الأغلب إنما ينتمون لكيانات لطالما خدمها التحكيم المرتعش بالحصول على مكتسبات لا تستحقها وأعني هنا الوقائع الثابتة والواضحة، لا الادعاءات الحاقدة والكاذبة المراد منها تشويه منجزات الشرفاء.