استبشر الرياضيون كثيرًا قبل بداية هذا الموسم بأن يعيشوا موسمًا استثنائيًّا على الأصعدة كافة؛ وذلك عطفًا على الدعم اللامحدود والتاريخي الذي قدمه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للرياضة السعودية، وهو الدعم الذي من خلاله نجحت الأندية السعودية في تجاوز معضلة الديون الضخمة التي كانت تعاني منها، وجعلتها قريبة من الإفلاس، لكن يبدو أن هذه الأماني تبخرت، وأصبحت حلمًا يصعب تحقيقه في ظل العقلية الإدارية الهاوية التي تدير الرياضة السعودية، سواء على مستوى الاتحادات الرياضية أو الأندية منذ عقود طويلة مع الأسف الشديد. بل إن الأمر ازداد سوءًا عن السابق، وأصبحنا غير قادرين حتى على مجاراة كبار القارة الآسيوية بدليل خروجنا من دور الستة عشر في كأس أمم آسيا 2019 المقامة حاليًا بأبوظبي الإماراتية، واستمرار غيابنا عن تحقيق اللقب القاري منذ أكثر من 22 عامًا. المتتبع للشأن المحلي في الدوري السعودي يسهل عليه جدًّا أن يكتشف أن الرياضة السعودية تدور في حلقة مفرغة تمامًا، وأن مشكلتها الأزلية في العقول التي تديرها فقط. فدورينا أصبح ضعيفًا جدًّا من الناحية الفنية، وهناك تذبذب كبير في مستويات الفرق المشاركة فيها، وأصبحت المنافسة فيها خارج المستطيل الأخضر تمامًا. حتى الملاعب لدينا أصبحت اليوم غير صالحة للمنافسات الرياضية لكي تقام عليها.. والأزمة التي حدثت مؤخرًا بعدم وجود ملعب جاهز في العاصمة الرياض يحتضن مباريات أنديتها باستثناء الملعب الاستثماري الخاص بنادي الهلال كافية لكشف المعاناة الكبيرة التي تشهدها كرتنا حاليًا؛ فلا منشآت رياضية مناسبة، ودوري ضعيف جدًّا، من المستحيل معهما أن يكون دورينا ضمن أفضل عشرة دوريات في العالم. فإذا كنا نبحث لجعل دورينا ضمن أفضل عشرة دوريات على مستوى العالم يجب قبل كل شيء أن يكون لدينا اتحاد سعودي منتخب قوي، تكون قراراته نافذة على جميع الأندية السعودية بعيدًا عن محاباة الأندية النافذة إعلاميًّا وذات الجماهيرية الكبيرة، وأن يكون تطبيق القرارات على الجميع وفق لائحة واضحة ومعروفة موادها للجميع. فالاتحاد يتخذ قرارًا قويًّا ومفصليًّا في قضية أشغلت الشارع الرياضي السعودي، هي نقل مواجهة النصر وأُحد إلى محافظة المجمعة بسبب أزمة الملاعب المعيبة التي تعاني منها العاصمة الرياض، ويذيل قراره بلجنة المسابقات ورئيسها عادل البطي آخر من يعلم..!! اتحاد كرة القدم يشارك منتخبه في بطولة قارية وقوية جدًّا كأمم آسيا وعاجز عن إصدار قرار بإيقاف منافسته المحلية دعمًا لمنتخب الوطن؛ لكي يتفرغ الجميع للوقوف خلف الأخضر السعودي بعيدًا عن ضجيج منافساتنا المحلية المزعج..! أعتقد أنه اتحاد ستعاني معه رياضتنا كثيرًا. للأسف، الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي سقط في أكثر من موقف، وكشف للجميع عن ضعف قراراته، وعدم مقدرته على اتخاذ قرارات حازمة وقوية، تحفظ هيبته أمام الأندية والشارع الرياضي السعودي..!!