سبعة مقاعد و41 هدفاً و13 انتصارًا وثمانية تعادلات و12 هزيمة وصدارة ثلاث مجموعات.. هكذا يمكن حصر الحصاد العربي رقميًا خلال الدور الأول لبطولة كأس آسيا 2019 المقامة حاليًا بالإمارات. ولكن هذه الأرقام تزامنت مع العديد من الأحداث والتفاصيل التي كانت شاهدة على المشاركة العربية التاريخية في بطولة كأس آسيا بهذه النسخة التاريخية التي شارك فيها 24 منتخبًا للمرة الأولى. ومن بين 24 منتخبًا شاركت في هذه البطولة، كان هناك 11 منتخبًا عربيًا للمرة الأولى في التاريخ بنسبة تبلغ نحو 46 % من عدد المشاركين في البطولة.والحقيقة أن نسبة نجاح المنتخبات العربية في الدور الأول لم تختلف كثيرًا حيث تأهلت سبعة منتخبات من ال11 منتخبًا إلى دور الستة عشر للبطولة بنسبة حضور عربي تبلغ نحو 44 بالمئة. والمنتخبات المتأهلة هي الإمارات والبحرين والأردنوالعراق وقطر والسعودية وعمان، فيما ودعت منتخبات فلسطين وسورية ولبنان واليمن البطولة من الدور الأول. وحققت هذه المنتخبات 13 انتصارًا وثمانية تعادلات ومنيت بالهزيمة في 12 مباراة خاضتها بالدور الأول ليبلغ عدد النقاط التي حصدتها 47 نقطة من 99 نقطة متاحة في 33 مباراة، وذلك بنسبة نجاح بلغت نحو 47.5 بالمئة علما بأن ال 33 مباراة تتضمن ثمانية مواجهات عربية خالصة ما يعني أن العرب ظهروا في 25 مباراة فقط. كما سجلت المنتخبات العربية 41 هدفًا من بين 96 هدفًا شهدته مباريات الدور الأول لتكون نسبة الأهداف العربية في الدور الأول نحو 43 بالمئة من إجمالي عدد الأهداف المسجلة في هذا الدور. وتوضح النسب أن المشاركة العربية لم تكن جيدة فقط على مستوى عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات وإنما على مستوى النتائج أيضًا. وإلى جانب هذه الأرقام، كانت هناك العديد من الخطوط العريضة والأحداث شاهدة على المشاركة العربية في كأس آسيا 2019 بالإمارات ومنها: صدارة ثلاثية ثلاثة منتخبات عربية تصدرت مجموعاتها في الدور الأول وهي الإماراتوالأردن وقطر في المجموعات الأولى والثانية والخامسة على الترتيب، فيما احتل منتخبان هما العراق والسعودية المركز الثاني في المجموعتين الرابعة والخامسة على الترتيب، وكان المركز الثالث هو بوابة عبور المنتخبين البحريني والعماني من المجموعتين الأولى والسادسة على الترتيب. العلامة الكاملة المنتخب القطري هو الوحيد من بين المنتخبات العربية الذي حقق العلامة الكاملة وحقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول ليعتلي صدارة المجموعة الخامسة برصيد تسع نقاط، فيما اقترب منه المنتخب الأردني الذي تصدر المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط، والمنتخب السعودي الذي احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد ست نقاط. أما المنتخب الإماراتي فتصدر المجموعة الأولى برصيد خمس نقاط من انتصار واحد وتعادلين. منتخبات لا تعرف الفوز ودعت منتخبات فلسطين وسورية واليمن البطولة دون تحقيق أي فوز، حيث حصد المنتخب الفلسطيني نقطتين من تعادلين وهزيمة، ونال المنتخب السوري نقطة واحدة من تعادل وهزيمتين، ومني المنتخب اليمني بثلاث هزائم متتالية. الأفضل هجومًا المنتخب القطري فرض نفسه كأفضل منتخبات البطولة من الناحية الهجومية، حيث أحرز عشرة أهداف منها ستة أهداف في شباك كوريا الشمالية، ولا يقترب منه سوى منتخبا أوزبكستان وإيران برصيد سبعة أهداف لكل منهما ثم من المنتخبات العربية كل من العراق والسعودية برصيد ستة أهداف لكل منهما بالتساوي مع اليابانوأستراليا. عقم هجومي كان المنتخبان الفلسطيني واليمني هما الوحيدين اللذان فشلا في هز الشباك خلال مبارياتهما بالدور الأول ليودعا البطولة صفر اليدين من حيث الأهداف. صلابة الدفاع منتخبان فقط من الفرق العربية هما الأردن وقطر حافظا على نظافة شباكهما تمامًا خلال مباريات الدور الأول وكانا الأفضل من الناحية الدفاعية، فيما كان منتخب كوريا الشمالية هو الأسوأ من الناحية الدفاعية حيث اهتزت شباكه 14 مرة ولم يقترب منه من المنتخبات العربية سوى اليمن حيث اهتزت شباكه عشر مرات. قمة إماراتية وتدارك بحريني حافظ المنتخب الإماراتي على صدارته للمجموعة الأولى بتعادل صعب للغاية مع نظيره التايلاندي (1 - 1) في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة، فيما تدارك المنتخب البحريني الموقف في الجولة الثالثة وأفلت من الخروج المبكر من البطولة بفوز صعب ومتأخر للغاية (1 - صفر) على نظيره الهندي بفضل هدف في الوقت بدل الضائع للمباراة ليصبح الوحيد من بين المنتخبات المتأهلة عبر المركز الثالث الذي أحرز أربع نقاط فيما تأهلت باقي المنتخبات صاحبة المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط فحسب. تغيير غير موفق فاجأ البلجيكي فيتال بوركلمانز المدير الفني للمنتخب الأردني الجميع بتغيير طريقة لعب الفريق في مباراته الثالثة بالمجموعة والتي تعادل فيها مع نظيره الفلسطيني سلبيًا من خلال أسلوب الهجوم الضاغط وترك فرصة الهجمات المرتدة للمنافس على عكس ما كان عليه في مباراتيه السابقتين أمام أستراليا وسورية عندما حقق الفوز في كليهما من خلال الاعتماد بشكل أكبر على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة. سقوط النسور كان السقوط المدوي للمنتخب السوري (نسور قاسيون) في البطولة وخروج الفريق من الدور الأول بمنزلة واحدة من المفاجآت الكبيرة في ظل المستوى الذي ظهر عليه الفريق في السنوات الأخيرة وامتلاكه لخط هجوم من أقوى الخطوط في القارة الآسيوية بقيادة عمر السومة وعمر خربين. صدمة لبنانية المنتخب اللبناني كان الوحيد من أصحاب المركز الثالث الذي حصد ثلاث نقاط ولم يتأهل للدور الثاني علمًا بأنه حقق الفوز الكبير (4 - 1) في الجولة الأخيرة على منتخب كوريا الشمالية قبل أن يتلقى الصدمة، حيث ودَّع البطولة بعدما حلَّ خلف المنتخب الفيتنامي في ترتيب أصحاب المركز الثالث، وذلك بسبب قواعد اللعب النظيف والتي تعتمد على النقاط السلبية ضد كل فريق بسبب البطاقات الصفراء والحمراء. صدام عربي رغم تعدد المواجهات العربية الخالصة في دور المجموعات ووصولها إلى ثماني مباريات عربية خالصة، أسفرت مباريات الدور الأول عن صدام عربي وحيد في الدور الثاني وذلك عندما يلتقي المنتخب القطري متصدر المجموعة الخامسة نظيره العراقي صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة.