كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أن بلادنا حباها الله بمناطق وأقاليم زراعية يُضاف لذلك كوادر من الوطنيين جيل متعلّم يملك الإمكانات والتأهيل العلمي والإداري لإنجاح هذه المشروعات الزراعية ذات الصبغة الصناعية، وفِي هذا الإطار. فقد دشَّن الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يوم الأربعاء الماضي برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة وخصص له أكثر من (11) مليار ريال خلال السبع السنوات القادمة، ويستهدف البرنامج 8 قطاعات واعدة في إنتاج وتصنيع وتسويق: أولاً: البن العربي. ثانياً: تربية النحل وإنتاج العسل. ثالثاً: تطوير زراعة الورد والنباتات العطرية. رابعاً: إنتاج وتصنيع وتسويق الفاكهة. خامساً: تعزيز قدرات صغار الصيادين ومستزرعي الأسماك. سادساً: تطوير قطاع صغار مربي الماشية. سابعاً: زراعة المحاصيل البعلية. ثامناً: تعزيز القيمة المضافة من الحيازات الصغيرة والأنشطة الزراعية. فبلادنا ميزها الله بأقاليم زراعية متعدِّدة ومتنوِّعة تأخذ الشكل الطولي من الجنوب إلى الشمال وتتدرَّج من الغرب إلى الشرق، وهي أقاليم زراعية تعتمد في مياهها على عدة مصادر للزراعة والسقيا هي: مياه الأمطار، المياه الجوفية، ومياه الصرف المعالجة، ومياه التحلية، أما الأقاليم فهي متوزعة على مساحة السعودية التي تبلغ نحو مليوني (2) كيلومتر مربع على شكل بيئات وأقاليم تمتد من جنوب المملكة حتى أقصى الشمال تغطي برنامج التنمية الريفية الزراعية على النحو التالي: - بيئة السواحل: فقد أكرمنا الله بسواحل عديدة تبلغ أطوالها 3800 كيلومتر على البحر الأحمر والخليج العربي، وتقع عليها المدن الساحلية وصيد وتسويق الأسماك لتغطي من قطاعات البرنامج خامساً (تعزيز قدرات صغار الصيادين )، إضافة إلى مزارع الأسماك في الداخل على المياه العذبة. بيئة تهامة: الواقعة بين البحر والمرتفعات الغربية وهي شريط ضيق من جازان وحتى تبوك أرضه زراعية وبيئته تحظى بمنتج زراعي عالي الجودة مثل الفواكة الإستوائية، يغطي قطاعات الثاني والثالث والرابع والسادس. بيئة المرتفعات الغربية: سلسلة جبال السروات والحجاز ومدين وهي جبال مرتفعة وباردة وممطرة تغطي جميع قطاعات البرنامج باستثناء خامساً صيد الأسماك. بيئة هضاب الداخل هضاب: نجران وعسير ونجد والحماد والحجرة والوديان والصمان ويدخل ضمنها الواحات الزراعية تغطي جميع قطاعات البرنامج باستثناء صيد الأسماك من البحر، لكنها تعوّض في استزراع الأسماك في مياه التحلية، والزراعة المعتمدة على المياه الجوفية بدلاً من البعلية.