مذ تكحَّلت عينا الإنسان بفسحة الأرض انبساطًا أبديًّا، ومدى سرمديًّا، فإنه يبحث عن السعادة في تعاطيف النسمة، وتجاويف الثرى، وآماد الفضاء، في جوفه، وسمعه، وذائقة لسانه، وملمس كفِّه.. بينما السعادة ليست تؤتيه بالمال وإن كان وسيلةً، ولا بالعلم وإن كان دليلاً، ولا بالكثرة وإن كانت أخلاّءَ، ولا بالقلَّةِ وإن كانت انتقاءً، ولا بالعافية وإن كانت استغناءً، ولا بالحب وإن دام وفاءً، ولا بالصحبةِ وإن في وعثاء.. ولا في الكربة عند النجاةِ، ولا في البراح حين الانفراج، ولا في الشفاء بعد البراء.. السعادة يقينٌ بأن أي حلول لأمر، أو انعتاق منه، أو وقوع فيه فذلك من الله، وإليه، وإنَّ لحظة معه، وتوجُّها إليه إنما هو الأنس به، والسرور، والبهجة، والحبور.. فالسعادة هي أن يكون هو الرفيق في كل أمر، وطريق!.. تلك السعادة بأركانها، وموجباتها.. ومن ثم تنعكس ظلالها فيما يلهث لاقتنائه الإنسان من العلم، والمال، والرفقة، والعافية، والسلامة، والنجاة، وأي آخر!!.. *** تتضافر الطبيعة مع حواسنا لتصنع في شتاء «الرياض» بهجتنا.. فللرياضِ الفاتنة سحر عتيٌ.. والقوة في الجمال سلطةٌ، لا فتكٌ.. *** جمال الطبيعة يحتوينا.. عطاءً ربانياً متدفقاً.. هو جزء من ظلال الأنس بوجوده تعالى.. في كل لمحة وحس.. *** متِّعنا بقربك يا الله، وأذقنا لذة الأنس به.. ***