أنهى الشباب منتصف الدوري بالمركز الثالث وهو المكان الذي لم يتوقّعه أكثر المتفائلين عطفاً على ما يعانيه الفريق من مشاكل فنية علاوة على ضعف الاستقطابات الصيفية.. ولكن حدث أمر أعاد ترتيب المشهد الأبيض. فتكليف الأستاذ خالد البلطان أعاد لليث شيئاً من الحياة ورفع معدلات العمل بالفريق ليكون الحضور أبهى وأجمل من الأيام الأولى للموسم.. فالقدرة العجيبة للقادح تجلّت في النقلة النوعية للفريق.. فبعدما كان الفريق عاشراً في الموسم الماضي، إذ به ينهي فقط الدور الأول بمجموع نقاط يقترب مما جمعه في دوري العام الماضي كاملاً. الشيء الذي يدعو للإعجاب بالعمل الإداري الشبابي وتحديداً للرئيس هو أن الفريق بنفس الأدوات الفنية وبذات العقلية التدريبية لم يصنع بداية الموسم فريقاً منافساً.. لكن وضح العمل الكبير والجهد المضني للإدارة من خلال اجتماعات متواصلة بين الرئيس والمدرب والتي أحدثت نقلة نوعية في مستويات اللاعبين علاوة على تقديم الحوافز المشجعة للاعبين.. وليس أدل من ذلك تصريح جمال بلعمري عند سؤاله بعد لقاء الحزم عن ماذا تغيَّر في الشباب؟ فذكر أن حضور البلطان السبب. والآن وبعد هذا التقدم اللافت للفريق وتقليصه الفارق النقطي مع فريقي الصدارة بات العمل المطلوب بالشتوية كبيراً والمتطلبات للعودة للمنصة ضرورية.. فجلب مهاجم أجنبي، بل اثنين ضرورة حتمية لترجمة كم الفرص الكثيرة الضائعة بكل مباراة.. زد على ذلك بحضور صانع لعب يضع المهاجم بمواجهة المرمى.. وبظني فالإدارة تدرك الاحتياجات.. لكنها وقعت في نهاية الدور الأول بحيرة كبيرة بسبب توهج أغلب اللاعبين الأجانب وصعوبة اختيار لاعب ليغادر القائمة. عموماً باعتقادي أن وجود لاعبين بمركز الظهير فيه استهلالك لخانات الأجانب.. واستنزاف عدد خمس لاعبين في المراكز الخلفية فيه هدر فني وتفريط بمكتسبات كان يمكن أن تحدث لو وجدت بعض التعاقدات في المراكز الهجومية.. ولذا فلا أخال قائمة المغادرة تخلو من اسمين أو ثلاثة من هؤلاء: بوديسكو وارثر وإيلر وصوماليا.. فعكس هؤلاء فإن بقية اللاعبين قدَّموا مستويات ثابتة وكانوا إضافة فنية. أخيراً.. أكثر ما يحتاجه الشباب هذه الأيام علاوة على التعزيزات الأجنبية جلب بعض الإضافات المحلية.. أضف لذلك حسم الأمر في موضوع عقود هتان والخيبري فإما التجديد أو البيع أو حتى المقايضة بلاعبين مفيدين بمراكز يحتاجها الفريق بدلاً من مغادرتهما مجاناً.. كما لا يفوتني الإشارة لأهمية قيام الجمهور بدوره فالوجود والحضور ودعم الفريق خصوصاً والفريق يتقدم بشكل رائع أصبح فرضاً.. لذا فأقل القليل من التقدير سواءً لما يقدم من مستوى أو حتى ما بذله البلطان من عمل هو الحضور ثم الحضور ثم الحضور مع المبادرة لدعم النادي في برنامج ادعم ناديك. نقاط سريعة - الفرق التي عارضت تأجيل الدوري هي أكثر من دفع الثمن بآخر جولة بالخسارة.. وكأني بهم قد وقعوا في شرك أعمالهم. - ما يحدث للأهلي منذ تصريح البلطان شيء يدعو للملاحظة.. فالفريق منذ ذلك تدحرج من الثالث إلى السادس.. والهزائم توالت في آخر الجولات. - الاحتجاجات النصراوية بعد نهاية مباراة الفتح لا مبرر لها.. صحيح أن ركلة جزاء الفتح ربما لم تكن صحيحة لكنها ضاعت.. لذا الحزم الإداري مطلب.. وتدخل الانضباط واجب. أعجبتني عندما أقوم ببناء فريق فإنني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فإنني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة.