أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم أن دور الجمعيات الخيريه يجب ألا ينحصر في التموين الغذائي فقط، بل في مجالات أوسع في التكافل الاجتماعي، حيث يأتي الإسكان الخيري في مقدمتها، مشيراً إلى أنه جاء الوقت للبحث عن نشاطات أوسع وأكثر نفعاً لمخرجات الجمعيات الخيرية والأوقاف لتأدية رسالتها الخيرية والاجتماعية المستدامة لتواكب متطلبات المرحلة. وشدد سموه خلال رعايته، مساء أمس الأول، ندوة بعنوان دور الجمعيات الخيرية في الإسكان الأهلي، وذلك على مسرح التنمية الاجتماعية ببريدة، إنه يجب على الجمعيات الخيرية والأوقاف إدراك بأن الإسكان الخيري صدقة جارية عظيمة لأنه مطلب لكثير من المحتاجين، لافتاً الانتباه إلى أن جمعية الإسكان الأهلية بإشرافه شخصياً، كاشفاً استعداد الجمعية لتبني أي مبادرة خيرية من الأوقاف أو الجمعيات الخيرية لمشاريع الإسكان الخيري من أهل الخير. ولفت سموه الأنظار إلى أن أهل الخير والموسرين في هذه البلاد بالملايين، من رجال الأعمال ومن يحتسب الأجر عند الله تعالى، مشيراً إلى أن العمل الخيري انحصر على مجالات محدودة والشيء الأساسي غفلوا عنه وهو إسكان المحتاج، مشيراً سموه إلى وجود حاجة لمزيد من مشاريع الإسكان الخيري في المنطقة، متسائلاً سموه عن دور الجمعيات الخيرية بالمنطقة في هذا الجانب الحيوي والمهم. وقال سموه: لقد عقدنا قبل فترة في المنطقة ندوة بعنوان أوجه العمل الخيري، لأننا نريد أن نوضح أن العمل الخيري لاينحصر على تقديم مواد التموين أو سداد بعض المتطابات اليومية، بل إن تأمين السكن يُعد أولوية يجب الالتفات لها. مفيداً سموه أن السبب الأساس لإقامة ندوة دور الجمعيات الخيرية في الإسكان الأهلي، هو أن نوقد شمعة للجمعيات الخيرية في هذا المجال، متفائلاً بأن الكثير سيدعم هذه الفكرة، معلناً دعمه الكبير لأي توجه في دعم مشاريع الإسكان الخير بدءاً من تأمين الأراضي اللازمة. وبين سمو الأمير فيصل بن مشعل أن في منطقة القصيم أكثر من 70 جمعية خيرية، نريد أن نرى منها أو بعضها تعاوناً مع مشروع الإسكان الخيري بالمنطقة، متمنياً أن تكون هذه الندوة باب خير وفاتحة للإسكان الخيري، داعياً الله للجميع التوفيق والسداد. إثر ذلك قدم فيلماً تعريفياً عن الجهود والخدمات التي تقدمها جمعية الإسكان الأهلية بمنطقة القصيم من خلال برامجها السكنية المختلفة. عقب ذلك قدم معالي الشيخ عبدالعزيز الحمين ورقة حول الجمعيات الخيرية ودورها في الإسكان الخيري، مشيداً في بدايتها بجهود سمو أمير منطقة القصيم، ودعمه للإسكان الخيري، وتناول الخطوات الإجرائية التي يجب أن تتخذ في مثل هذه المشاريع، وضرورة توفير السكن للمحتاجين من الأسر الفقيرة والمتعففة، مشيراً إلى أن ولاة أمرنا -أيدهم الله - على رأس المبادرين لمثل هذه المشاريع. وأوضح الحمين أن مشروعات الإسكان الخيري تقوم على تهيئة الآثار التنموية الاجتماعية وتعزيز الأثر الاجتماعي، وغرس ثقافة التطوع لدى المجتمع، مفيداً أن السكن يرتبط بكافة الاحتياجات الأساسية للإِنسان في اليوم، إِذ إن المسكن يوفر الإشباع بالأمان ويوفر الحماية بعد الله لأي ظرف، حيث إن المسكن هو مركز حياة الأسرة، ويساعد على تحسين الفرص المعيشية للمستفيدين، لافتاً الانتباه إلى أهمية اختيار الموقع المناسب لمشروعات الإسكان الخيري، وايجاد مثل هذه المشاريع التي توضع وفق رؤية مستقبلية وخطة هندسية منسقة، وتحديد حجم المستفيدين، والمسح الميداني، والمراقبة البيئية، وتجميع البيانات الدقيقة. بعده بين مدير فرع مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية بمنطقة القصيم المهندس عبدالعزيز الفهيد أن بناء السكن الخيري هو من الصدقة الجارية، داعياً إلى وجوب تغيير أساليب الدعم في الجمعيات، مفيداً أن رؤية المملكة أتاحت لنا مجالاً واسعاً في دعم العمل التنموي الذي هو الاستدامة، مؤكداً أن الجمعيات الخيرية لم تتفاعل مع هذا التوجه وهو دعم الإسكان الخيري، مشيراً إلى أننا نحتاج لجهة مسؤولة لتحقيق هذه الرؤية، لأن القطاع الثالث وهو القطاع الخيري أمر مهم، فلا يمكن أن تكتمل التنمية إلا بتماسك هذه الأضلاع الثلاثة وهي الحكومي والأهلي والخيري، وتحويل الدعم المنقطع الرعوي إلى دعم تنموي، مؤكداً أهمية الشراكات التي قد توصل إلى تخفيض تكاليف مشاريع الإسكان الخيري إلى 50 في المائة، منوهاً بجهود جمعية تطوير في مثل هذا المجال، متمنياً ان تتولى جمعية تطوير وضع صندوق افتراضي لكل ما تقدمه الجمعيات لدعم السكن من المشاريع الاستراتيجية طويلة المدى، متحدثاً عن فوائد المساعدات العينية المقدمة من خلال الجهات الحكومية والأهلية من خلال إيصال الخدمات من سفلتة وكهرباء وفرش وتكييف وأثاث وغيره. ثم فتح المجال للحضور للمشاركة في مداخلاتهم وآرائهم بالندوة، مؤكدين أهمية تأمين المسكن للأسر المحتاجة لما له من أثر اجتماعي وأمني. حضر الندوة وكيل الإمارة الدكتور عبدالرحمن الوزان، ومحافظو المحافظات، ومديرو الإدارات الحكومية المعنيون، ومستشار سمو أمير المنطقة الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مجتمعي» بمنطقة القصيم إبراهيم بن سعد الماجد، وأمين عام جمعية الإسكان الأهلية الخيرية محمد العوفي، ومديرو ومسؤولو الجمعيات الخيرية بالمنطقة.