نرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وإخوان وأبناء الأمير طلال بن عبدالعزيز بخالص العزاء والمواساة في الفقيد الغالي صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، كان رحمه الله يتصف بصفات خصه الله بها من التواضع والمحبة، وعنايته بالفقراء والمساكين، وقد تشرفت بلقائه في منزلي بمدينة الخبر وفي مزرعتي بروضة سدير، وكان متحدثاً بارعاً وأديباً يملك المستمع بعمق ثقافته وسعة اطلاعه، وفي أحد اللقاءات أهديته بعض الوثائق التاريخية عن الإمام تركي بن عبدالله والإمام فيصل بن تركي والملك عبدالعزيز -رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته- وقد سرّ بهذه الوثائق، وكانت عربوناً بأن يزورني في مزرعتي بروضة سدير وقد تم ذلك. كان رحمه الله يحب اللقاءات مع الجميع، ويسعد بذلك كثيراً، وأرى ذلك في أبنائه عندما تشرفنا بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز في الملتقى الثقافي بروضة سدير. لا شك أن عطفه على المساكين واللقاءات والمؤتمرات التي يعقدها في مختلف دول العالم للعناية بالأطفال والفقراء كانت من أهم همومه وعنايته، ورغم كبر سنه وحالته الصحية إلا أنه استمر في ذلك رغبة منه في عمل الخير. لا حرمه الله الأجر والثواب وجعل ما قدمه في ميزان حسناته.