فكرة الجنادرية ولدت من سباق الهجن السنوي، حيث كان احتفالية تخص أبناء البادية يعتني بها الملك فيصل -رحمه الله- ويرافق الحفل السنوي للهجن صوت المرحوم مطلق مخلد الذيابي بصوته التاريخي الذي يتدفق منه تاريخ الصحراء وأحزان قفارى هضاب نجد والحجاز وهو يردد أغنيته الشهيرة: هذا من ذاكرة الجنادرية التي تحولت عام 1405ه - 1985م إلى مهرجان ينظّمه ويشرف عليه الحرس الوطني، تطور من سباق للهجن فقط إلى مهرجان ثقافي وتراثي، والآن يتجه إلى أن يتحول إلى استثماري ومشروع وطني له اقتصادياته. خلال ال(33) سنة الماضية نضجت فكرة المهرجان التي قامت على سباق الهجن ثم جاءت فكرة تحويل المهرجان من عروض ثقافية وتراثية مرافقة لسباق الهجن إلى تحويله إلى خريطة المملكة موقّعة على الأرض إما توزيع مناطق، أو بيئات: البحر الأحمر والخليج العربي والصحراء والجبال، لكن الفكرة التي ثبتت وقام عليها المهرجان هي توزيع مناطق المملكة. الجنادرية وإن كان عنوانها سباق الهجن والثقافة والتراث والتعريف بقطاعات الدولة وهذا يعزِّز الولاء والانتماء للقيادة والوطن، إلا أنه يمكن أن يتحول إلى ملتقى دولي سنوي سياسي أو اقتصادي واستثماري أو إعلامي لدول المنطقة الصديقة دول الخليج العربي والدول العربية ودول شرقي إفريقيا المتشاطئة على البحر الأحمر وخليج عدن، ودول العالم الصديقة من أجل الاستفادة من المجهود المالي والبشري والتنظيمي للمهرجان، ونكون هنا حققنا هدف الداخل في مهرجان خصص للتراث، وهدف جعل بلادنا المحور الذي يجمع الدول الصديقة خارج الجامعة العربية والهيئات الدولية القائمة. السعودية بحاجة إلى ملتقى دولي للدول الصديقة عبر مهرجان ثقافي يبرز الناحية الثقافية والتقنية والعلمية يجمع قادة دول وشخصيات عالمية صديقة، لأن التجربة التي خضناها في السنوات الأخيرة بعد الربيع العربي تدفعنا إلى إعادة التكتل وخلق توازنات جديدة، وضرورة إبراز مكامن قوتنا مع عرضها للآخرين، والدفاع عن مكانتنا وموقعنا الحقيقي بين الدول.