قيل إن الوطن هو البيت الكبير والأكيد أنه أكبر من ذلك بكثير، فهو الوجود والأساس وهو كل شيء في حياتنا، فمن دون الوطن لا قيمة ولا معنى للإنسان. ولمن لا يعرف قيمة الوطن ليبحث عن مغترب طال به الزمان عن وطنه ويسأله عن اشتياقه لدياره وبلاده؟ متأكد أنه سيسمع زحف جيش من العواطف والمشاعر الجياشة، فالأوطان غالية ومهمة، وكثير منا للأسف صار يتجاهل التأكيد على أبنائه وأفراد بيته ما هو الوطن؟ وماذا يعني أن نحافظ على الوطن؟ والأشد أسفاً حين يعتقد البعض أن محبة الوطن تأتي من باب الرفاه، بل و»الأطم» إذا تمنن آخرون بمحبتهم لأوطانهم، وتلك معضلة لا يمكن تجاهلها، لا تعتقد أنك تتفضل على بلادك حينما تعشقها وتذود عنها، وإلا ما قيمة أن نكرر دوماً أننا نفديها بأرواحنا وأموالنا وأولادنا. لذلك وجب علينا أن نذكر أهلنا ومحيطنا الذي نتواجد فيه من جيران وزملاء عمل وغير ذلك، بأن وطننا غال علينا وحقه علينا الوقوف في وجه كل من يفكر، ولو لمجرد التفكير، في انتقاصه أو المس بسيادته أو التطاول على قيادته، مطلوب منا أكثر من أي وقت مضى ردع هؤلاء بقوة وعدم السماح لهم تحت أي مبرر التجاوز بحق بلادنا وقيادتنا، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظهما الله ورعاهما»، وهذا ينطبق على إخوتنا وأصدقائنا المقيمين في مملكتنا الغالية، إذ يؤمل منهم أن يكونوا إلى جانب الوطن وقيادته لأنهم ليسوا كالآخرين ممن هم في الخارج، فهم يعيشون بيننا ويدركون قيمة هذه البلاد، ويعلمون ماذا أعطتهم، وكيف استفاد منها الطيبون منهم، بالتأكيد لن ينسوا ذلك أبداً، أما من هم عكس ذلك فلا نرجو منهم شيئاً، ونسأل الله أن يقي بلادنا شرهم. عوداً على الوطنية والوطن أرجو من الآباء والأمهات والمربين والمعلمين والخطباء والكتاب، وكل من يسمع له، أن يشدد ويؤكد على حب الوطن والولاء المطلق لقيادته، هذان أمران أساسيان علينا أن نعي أهميتهما الآن وحالاً ولا ننظر للموضوع بشيء من السلبية وعدم أهمية التأكيد عليه، فالأمر خطير والأجيال باتت تنشأ وسط بيئة وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة وتتغذى بأفكار حتماً تناهض الأوطان وتؤذيها. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا وقيادتنا وأن يبعد عن مملكتنا الحبيبة وشعبها الكريم كيد الأشرار وتدبير الفجار.