تكمن أهمية إنشاء كيان يضم الدول - العربية والأفريقية - المشاطئة للبحر الأحمر، وخليج عدن، ضمن المبادرات الرائدة لخادم الحرمين الشريفين - الملك - سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والرامية لتطوير العمل العربي المشترك، وإرساء الأمن، وتعزيز التنمية في المنطقة، والعالم، - إضافة - إلى الحرص الكبير على توفير الأمن، والحماية لهذه المنطقة الإستراتيجية، والمهمة للملاحة، والتجارة الدولية، والمصالح الاقتصادية والجيو - إستراتيجية العالمية؛ الأمر الذي يؤكد قدرة السعودية على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة - في الفترة السابقة -، وقوة تأثيرها في التوازنات الإقليمية، ورغبتها الجادة في الحد من نفوذ، وأطماع الفاعلين الدوليين. في إطار المسئولية التي تقع على عاتق هذه الدول؛ لتوفير الأمن، والأمان لهذا الممر، ووصول العلاقة بينها إلى تحالف في غاية الأهمية، والتي ستسهم إسهامًا إيجابيًا في العمل على إنجاح حلول سياسية، فإن البعد الإستراتيجي لا ينفصل عن جهود أشمل لتطويق محاولات كل من إيران، وتركيا، والرامية إلى توسيع دائرة نفوذهما، وإن اختلفت تلك الأهداف بينهما؛ ولكنها تصب -في نهاية المطاف- إلى الإضرار بالمنطقة العربية -تمامًا-، وذلك عبر التمدد في مناطق ذات أهمية بالغة للأمن، والاستقرار الإقليميين؛ بسبب طغيان الرؤية الدكتاتورية لقيادة الدولتين؛ لاعتبارات - سياسية ودينية واقتصادية وثقافية. الرسالة السياسية بشأن محاصرة تدخلات تركيا، وإيران في المنطقة، تعتبر نقطة تحول مهمة؛ من أجل تغيير مسار الأحداث، بل ويتوقع أنها ستؤثر فيه نتيجة المعرفة الشاملة بالخصم، ومكامن ضعفه، - خصوصًا - وأن انعكاسات العلاقة السلبية بين الدولتين قد امتدت إلى معظم دول المنطقة؛ كونها -مع الأسف- حقيقة كل من تركيا العثمانية الأردوغانية، وإيران الفارسية المحكومة بملالي قم؛ مما يؤكد ضرورة دعم جهود دول كيان البحر الأحمر في الحد من هذا الخطر، -لا سيما- على الصعيد الديبلوماسي، والعمل على وضع خطة شاملة؛ للتصدي للأطماع الفاشية.