بدأت بلادنا تستعيد أنفاسها الدولية بعد موجة جمال خاشقجي -يرحمه الله- الحارة والعاصفة، وتسعى بالرد الدبلوماسي وفِي المحافل الدولية ومنها قمة العشرين في الأرجنتين وجولات ولي العهد الدولية، ليس لإسكات تركيا وإيران وقطر، وبعضاً من الدول الأوروبية وإعلامها وأيضاً بعضاً من الإعلام الأمريكي، ليس الهدف إسكات أيّ صوت وإنما للاستمرار بخطوات السعودية الناجحة في الإدارة السياسية والاقتصادية والاستثمارية، أرادوا في أزمة خاشقجي محور تركيا وإيران وقطر تعطيل نجاحات السعودية الداخلية والخارج لأن الخصوم خسروا معظم أوراقهم. تركيا حاربتنا بالتسريبات والتلويح بملف خاشقجي وهي الآن تطوي أوراقها وتعود لقضاياها المتصاعدة في الداخل والخارج، وإيران تمت محاصرتها سياسياً واقتصادياً، أما قطر أصبحت تستجدي تسريبات تركيا أو تصريحات أي نائب أمريكي سابق وتعتقد قطر أن محطة الجزيرة تستطيع قلب الطاولات وإحداث الثورات وبالتالي هي تهذي بلا وعي ولا إرادة، وأصبحوا أشبه بمهرجي السيرك الذين يتراقصون على العصي والحبال. السعودية تدخل إلى العهد الجديد بعد اختبارات صعبة خاضتها بالأزمة تصدت لها القيادة الحاكمة وامتصت الضربات الأولى لتعيد للخصوم حبائل الخدعة والتزوير لتركيا التسريبات وقطر التلفيق وإيران الكذبة العسكرية التي انكشف ضعفها في اليمن وسوريا، فإن كان لأزمة خاشقجي من إيجابيات فإنها أعطت السعودية فرصة الاختبار تحت الضغط، وفرصة إدارة الأزمة، وفرصة الرد وإظهار قوتها أمام العالم، فالدول المعادية منحتنا رغم الأزمة فرص أن نعلن عن قوتنا والتأكيد لدخول في عهد السعودية الجديدة. لو كانت تركيا وإيران وقطر يعلمون أن هذه الأزمة ستضخ بالجسد السعودي قوة ودماء جديدة لحرمونا منها ولكن لهم موقف آخر، كأن يعتبرونها قضية داخلية عابرة، لكن القراءات السياسية المتسرعة وغير الناضجة لهذه الحادثة قادتهم إلى الفشل المذل وجمع أوراق النكسة، فالسعودية خرجت أكثر رشاقة منتصرة سياسياً، والأعداء يلعقون الجرح النازف ويقضمون الوجه والمعصم.