مع إطلالة وسم الأمطار لهذا العام تستقبل منطقة الجوف (الحبيبة) مليكها المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية، الذي نهض بمسؤولياته المزدوجة بعزم وحزم وحكمة، واستطاع أن يقود باقتدار مسيرة بلادنا الغالية. ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثالث ملوك المملكة العربية السعودية الذين وطئت أقدامهم أرض منطقة الجوف، وذلك بعد الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- في يوم الاثنين الموافق للحادي والعشرين من شهر جمادى الأول لعام 1373ه، والزيارة الملكية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في يوم الأربعاء الموافق للثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر لعام 1428ه. تأتي هذه الزيارة الملكية الكريمة في إطار رعاية واهتمام القيادة بالوطن والمواطن السعودي أينما كان، ولتجسيد التلاحم وتعزيز الترابط وتفعيل التواصل بين الشعب الوفي وقيادته الحكيمة، وهي تعني قدوم الخير والعطاء والازدهار والنماء للجغرافيا التي تطؤها قدما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فهي زيارة تاريخية تكتب أحداثها بحروف من ذهب في سجل مسيرة تاريخ منطقة الجوف، يكتبها راعي مسيرة التنمية المعاصرة القائد الفذ سلمان الخير والعطاء. وها هي الجوف تبتهج فرحًا وسرورًا بمقدم خادم الحرمين الشريفين، كيف لا وأعلى سلطة في الدولة (الملك وولي عهده الأمين) يقفان على أرضها الصلبة لمعرفة ما وصلت إليه المنطقة من تقدم ورقي؛ ولأجل معرفة احتياجات المنطقة التنموية والوقوف عليها بشكل مباشر، ومتابعة المشاريع التنموية على الواقع الملموس والإسهام في دعمها وزيادتها، فحياهما الله في أرضهما وبين أهليهما. لقد كانت أمطار الجوف لهذا العام على موعد بحضور ملكي هام انتظره الأهالي (الجوفيون) باهتمام كبير حاضرةً وباديةً، مواطنون ومقيمون، في سكاكا، والقريات، ودومة الجندل، وطبرجل، وفي جميع مراكز وقرى وهجر منطقة الجوف، ذلك أنهم يعلمون أن هذه الزيارة الملكية الكريمة تحمل معها العديد من مشاريع البناء والعطاء الكبيرة التي عوَّدنا عليها الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال زياراته لمختلف مناطق هذا الوطن المعطاء، خاصة وأن هذه الزيارة الملكية تتزامن في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة مشاريع تنموية كثيرة ضمن (رؤية 2030) مما سيكون له انعكاسات كبيرة جدًا على نمو منطقة الجوف وازدهارها ودعم فرصها في الاستثمارات المحلية في كافة القطاعات المتنوعة. فقد أثبتت تلك الزيارات الملكية حرص القيادة على أن تكون للمنطقة التي يزورها الأولوية في حصولها على نصيبها من التنمية، وهنا يجب أن نؤكد على أن هذه الاستثمارات وهذه التنمية لن تستطيع النجاح ما لم يسبقها تطوير كبير للبنية التحتية كالمطارات والاتصالات والفنادق والخدمات في جميع مدن ومحافظات المنطقة دون استثناء، وغيرها من احتياجات تستند عليها التنمية الاقتصادية، والآمال معقودة -بعد الله- على هذه الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لتنمية منطقة الجوف بجميع مدنها ومحافظاتها ومراكزها وقراها بما تستحقه كباقي مناطق المملكة العربية السعودية. إنا نحن الجوفيين نحفظ لمليكنا عطاءه المتميز ولفتاته الكريمة التي من أبرزها: أن وهبنا هذا الأمير المحبوب: صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف -حفظه الله ورعاه-؛ ذلكم الأمير الشاب المخلص والمجتهد على كل ما من شأنه رفعة هذه المنطقة وأبنائها الكرام، وما قدمه لمنطقة الجوف لتصبح كمثيلاتها من مناطق المملكة؛ وكذلك من المكرمات الملكية: تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن تركي نائبًا لأمير منطقة الجوف، ذلكم الأمير الذي يتقد حماسة لخدمة المنطقة وأهاليها، حيث لمسنا فيه الحرص الكبير على تذليل العقبات والصعاب وتخفيف المشاق التي يواجهها الأهالي في المنطقة فشكر الله سعيه ووفقه وسدده. لذا فإنه يحق لأبناء منطقة الجوف أن يفخروا بما تحقق وسيتحقق إن شاء الله لمنطقتهم من مشاريع تنموية إثر هذه الزيارة الميمونة، ولهم أن يفخروا -أيضاً- بانتمائهم لهذه الأرض المباركة ولهذا الوطن العزيز، وأن يعملوا جميعاً من أجل رفعته وازدهاره واستتباب أمنه. حفظ الله حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها قائد مسيرة التنمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وسدد خطاهم. ** **