تبعد حدود منطقة القصيم الغربية والشرقية مسافات متساوية (500 كيلومتر تقريباً) عن سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، كما تبعد المدينة الرئيسية بريده حوالي 350 كيلومتر إلى الشمال الغربي من عاصمة المملكة الرياض. وتعد القصيم واحدة من المناطق الإدارية الثلاث عشرة بالمملكة وتبلغ مساحتها حوالي 73.000 كيلومتر مربع وتمثّل حوالي 3.2 % من إجمالي مساحة المملكة. ويصل أقصى اتساع لها حوالي 480 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب و400 كيلومتر من الشرق إلى الغرب. ويحدها من الشرق والجنوب منطقة الرياض ومن الشمال منطقة حائل ومن الغرب منطقة المدينة المنورة وعاصمة منطقة القصيم مدينة بريدة، ويتبع المنطقة عشر محافظات وستة مراكز هي: المحافظات: عنيزة، الرس، البكيرية، المذنب، عيون الجواء، الأسياح، البدائع، رياض الخبراء، النبهانية، الشماسية. والمراكز: عقلة الصقور، ضرية، دخنة، البصر، القوارة، قبة. الخصائص الطبيعية والبيئية تتألف منطقة القصيم بشكل أساسي من أرض مسطحة أو متموجة تموجاً بسيطاً تنتشر فيها من غير انتظام نتوءات الجبال الصخرية المحلية أو الجروف الضحلة. ويتراوح ارتفاع المنطقة كلها ما عدا النتوءات الجبلية من 600 متر في الشرق إلى 900 متر في الغرب أما ارتفاع الجبال فيتراوح من 1.100 متر إلى 1.300 متر. الاختلاف الطبيعي الملحوظ بين الأجزاء الشرقية والغربية من المنطقة، حيث يشكل الجزء الغربي من المنطقة جزءاً من الكتلة الأرضية القديمة للدرع العربي بينما يتألف الجزء الشرقي من الصخور الرسوبية حديثة التكوين، وبالتالي فإن المعالم الطبيعية للجزء الغربي أكثر تعقيداً وتنوعاً وهو أيضاً موقع النتوءات الجبلية الرئيسية، أما الجزء الشرقي فيتميز بسهولة ذات الانحدار البسيط وجروفه الضحلة المتجهة اتجاهاً واضحاً من الشمال إلى الجنوب. والظاهرة الطبيعية الرئيسية الثانية هي وادي الرمة وروافده من الأودية التي تكون العمود الفقري لهيكل المنطقة، وتمتد شبكة هذا الوادي عبر المنطقة بأكملها من الغرب إلى الشرق. مناطق الصحاري الرملية المحدودة بالقصيم وتقع مناطقها الرئيسية في أقصى شرق وشمال المنطقة. يعتبر مناخ منطقة القصيم أكثر اعتدالاً من بقية أجزاء المملكة الأخرى ويعزى ذلك إلى موقعها وارتفاعها، وهذا يعني أن درجات الحرارة في الصيف والشتاء أقل منها في معظم أجزاء المملكة الأخرى، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف حوالي 36 درجة مئوية وفي الشتاء 20 درجة مئوية ويمكن أن ترتفع درجة الحرارة في الصيف إلى أكثر من 40 درجة مئوية وتنخفض في الشتاء إلى 10 درجات مئوية. أما متوسط الأمطار فيزيد قليلاً عن معظم أجزاء المملكة بسبب ارتفاع المنطقة ولكنه نادراً ما يزيد عن 200 ملم في السنة. الموارد الطبيعية بالقصيم ثلاثة موارد طبيعية مهمة وهي: المياه الجوفية، والأراضي الزراعية، والمعادن. المياه الجوفية: توفر مصادر المياه الجوفية جميع المياه المستهلكة تقريباً بمنطقة القصيم، حيث يقدم خزان الساق الجوفي وحده حوالي 80 % من إجمالي امدادات المياه، وتأتي بقية المياه المستهلكة بصورة رئيسة من خزانات المياه الجوفية الأخرى الأحدث تكويناً مثل تكوينات تبوك والخف والجلة، وتقع جميع هذه الخزانات الجوفية في الجزء الشرقي من المنطقة، حيث تنتظم في صف يمتد في اتجاه شمالي غربي/ جنوبي شرقي عبر المنطقة. الأرض الزراعية: يقسم توفر المياه الأرض الزراعية بمنطقة القصيم إلى منطقتين متميزتين، أولهما الجزء الشرقي من المنطقة الذي يقع فوق خزانات المياه الجوفية الرئيسية وهذه هي المنطقة الصالحة للزراعة، وقد انحصرت التنمية الزراعية في السابق في مناطق للزراعة التقليدية حول المراكز الحضرية الكبيرة وامتدت الآن بصورة مكثفة على طول الطر ق الرئيسية خصوصاً على الطريق الرئيسي المتجه من شري في الشمال إلى المذنب في الجنوب ولا تزال الأرض الصالحة للزراعة وافرة شرقي القصيم، فالأرض فلاحتها سهلة نسبياً كما أن إمكانية الوصول إليها أيضاً سهلة، ويرجع ذلك إلى طبيعة الأرض المنبسطة أو قليلة التموج ومن ناحية ثانية فبينما يعتقد أن إمدادات المياه الجوفية في هذه المنطقة تكفي لتغطية احتياجات الزراعة في المستقبل المنظور إلا أن المساحة السطحية التي يمكن الحفر فيها مباشرة والوصول إلى المياه الجوفية المتوفرة يتوقع أن تتقلص إلى شريط ضيق بعرض 25 كيلو متر تقريباً. ولحسن الحظ فإن المنطقة التي ننظر إليها بأنه تتوفر فيها أفضل إمكانيات الزراعة على المدى البعيد بالقصيم تنسجم إلى حد بعيد مع المنطقة الممتدة من شري إلى المذنب وهي المنطقة التي تمثل مركز نشاط التنمية في الوقت الحاضر. أما المنطقة الزراعية التقليدية الثانية بالقصيم فهي الجزء الغربي الذي يتكون من الدرع العربي، وهذه أساساً منطقة رعوية ومشهورة جداً في المملكة بأغنامها النجدية، وهناك اتفاق عام على أن مجال الرعي يتدهور الآن نتيجة أعداد الماشية الزائدة عن طاقة المراعي، وتعتمد التنمية في المستقبل سواء كانت دائمة أو كبيرة الحجم على الإدارة المحسنة للمراعي وإدخال مشاريع محددة كمزارع الألبان التي بدأت فعلاً بأجزاء أخرى من المنطقة. المعادن: توجد كميات ضخمة من حجر البوكسيت بشمال شرق المنطقة لم يتم استغلالها حتى الآن كما يتوفر الذهب بمنجم الصخيرات وتنحصر التنمية المعدنية بالقصيم حالياً في قطاع المعادن اللافلزيه، وتشتمل الرواسب في المنطقة على الملح والكاولين (الطفل الصيني) والجبس (وربما السليكون) وكذلك الصخور الجوفية القاعدية والرخام للاستعمالات في تزيين المباني، وهذه الرواسب هي الأساس للصناعات الحالية في الأسمنت والبلاط بالمنطقة. ونظراً للتطور المتسارع الذي تشهده جميع مناطق المملكة قاطبة، يمكن القول إن هناك تطوراً ملحوظاً في مستويات التعليم بالقصيم ينسجم مع التوسع في عدد المدارس والزيادة الكبيرة في معدلات التحاق الطلاب بالمدارس التي حدثت خلال السنوات العشر الأخيرة كما تم افتتاح جامعات للبنين والبنات وكليات تقنية ومعاهد فنية. وتنحصر المراكز الحضرية الرئيسية بالمنطقة في منطقة القلب الواقعة في الجزء الأوسط من المنطقة الشرقية للقصيم وتحتوي سبع مدن في هذه المنطقة على حوالي 060 % من إجمالي سكان المنطقة وهذه المدن هي : بريدة - عنيزة - الرس - المذنب - البكيرية - البدائع - ورياض الخبراء. شبكة الطرق: يعد موقع القصيم الأوسط من الناحية الجغرافية مصدر قوة ونفع إذ وضع القصيم عند ملتقى طرق الحجيج الرئيسية المتجهة إلى مكةالمكرمةوالمدينة المنورة من العراق والكويت والأجزاء الشرقية من المملكة، وقد أرسى ذلك قاعدة لشبكة الطرق الجيدة التي تمت بالمنطقة علاوة على تقوية النشاطات التجارية ذات التاريخ التقليدي العريق، وأهم هذه الطرق: طريق الرياض - المدينة المنورة السريع الذي يتجه من الشرق إلى الغرب. طريق حائل الذي يتجه من الشمال إلى الجنوب في الشريط الشرقي من المنطقة.