غداً سيتم افتتاح المبنى الرئيسي الجديد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في منطقة بوكيت جليل بكوالالمبور المجاور للمبنى القديم الذي سيكون مخصصاً للأقسام الإدارية والمالية وبعض الملحقات لورش العمل وغيرها.. وبعد غد سيعقد الآسيوي اجتماع الكونغرس الثامن والعشرين برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم وبحضور رئيس اتحاد اللعبة الدولي انفانتينيو.. يصادف ذلك نجاح الآسيوي بالتوصل إلى اتفاقية تسويق حقوقه التجارية بشرق القارة فقط عبر شركة دي دي إم سي سبورتس الدولية، بمبلغ يصل لأكثر من ثلاثة مليارات دولار «2021 - 2028» فيما ينتظر فتح التقديم لحقوق غرب آسيا العام القادم وفقاً للأنظمة والعقود.. حرص الآسيوي على تطبيق أعلى معايير النزاهة والحوكمة ولذلك استغرق ملف الحقوق التجارية «15» شهراً وتمت الاستعانة بشركة ديلوا (Deloitte) لتكون المدقق الخارجي للمناقصة وهو أمر لم يكن يحدث سابقاً بهذه الملفات مما يعطي ارتياحاً لكل الاتحادات الأهلية بأن الأمور تسير وفق النظام والعدالة والمصلحة الآسيوية. من 2013 وحتى 2019 مرت القارة بمنعطفات مهمة بدأت من ترميم الفترة المزعجة «2011 - 2013» لتنطلق آسيا الجديدة من عام 2015 إلى ما يُسمى «القوة والتصاعد» فشهدت القارة استضافة مونديال الأندية وكأس العالم للشباب «كوريا الجنوبية» وكأس العالم للناشئين «الهند» وكونغرس الفيفا «البحرين» بجانب الأهم وهو ترميم الداخل الآسيوي بإنشاء وحدة النزاهة - يرأسها السعودي أحمد العصيمي- ولجنة الأخلاق والقيم وإشاعة ثقافة القرار الجماعي وتأثير الجمعية العمومية الآسيوية واعتماد ميثاق السلوك وإنشاء أول أكاديمية دولية للحكام ورفع جوائز مسابقات «الدوري -الكاس».. هذا ليس استعراضاً انتخابياً إنما مرور على الشواهد الجميلة التي أضاء معالمها الاتحاد الآسيوي ويبقى التحدي الجيوسياسي مزعجاً للقارة الأكبر بالعالم وهو ما يخلق حالة تجاذبات مستمرة وطبيعية ولا شك أن أفكاراً قادمة وحديثة ستكون ملهمة لضبط وترتيب هذا الملف الذي واجهه الشيخ سلمان بالحكمة والنظام رغم حساسيته الفائقة.. اليوم الاتحاد الآسيوي يعيش ثباتاً مالياً غير مسبوق تاريخياً بجانب أنظمة صارمة مستقلة للنزاهة والحوكمة لذلك سيكون في أمان تام أياً كان رئيسه القادم.