خرج المدرب الألماني يواكيم لوف من مباراته مع فرنسا متفائلاً بمصير فريقه، على رغم تلقيه خسارة ثانية تواليا في دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم واقترابه من الهبوط إلى المستوى الثاني، في حين ثمن فيه نظيره الفرنسي ديدييه ديشان الروح الجماعية للاعبيه. وبدا المدرب الألماني يسير بثبات خلافاً لما يحاول البعض الضغط عليه ودفعه إلى تقديم استقالته. تحدث لوف عن ركلة جزاء غير صحيحة احتسبها الحكم الصربي ميلوراد مازيتش للفرنسي بليز ماتودي، سجل منها مهاجم أتلتيكو مدريد أنطوان غريزمان المرشح بقوة لجائزة الكرة الذهبية هدف الفوز لمنتخب بلاده، بعدما كان غريزمان نفسه منح «الديوك» التعادل. لم يلق لوف المسؤولية فقط على ركلة الجزاء، بل أشار إلى أن عدم حسم لاعبيه المباراة في الشوط الأول بتسجيل هدف ثانٍ، مكن الفرنسيين من العودة، واصفاً أبطال العالم ب«المنتخب الأفضل على الاطلاق حالياً». وأشاد لوف بلاعبيه وقال إنه «مسرور جداً» بالأداء الذي قدموه، «لكني خائب من النتيجة، على رغم أن طريقة لعبنا اختلفت كلياً عما كانت عليه السبت (الخسارة أمام هولندا بثلاثية نظيفة في ملعب يوهان كرويف أرينا في العاصمة أمستردام)». ورأى لوف أن فريقه قارع أفضل منتخب في العالم حالياً، مشيداً بمميزات لاعبي المنتخب الفرنسي، «وقد دفعنا ثمن عدم الحذر والحسم». وأسهب المدرب الألماني المتوج مع فريقه بطلاً للعالم في البرازيل 2014 والممدد عقده إلى ما بعد نهائيات مونديال قطر 2022، في الحديث عن عدم استثمار لاعبيه الفرص التي سنحت لهم في الشوط الأول. وقال «اعتقد أننا كنا نستحق الفوز وكنا الأفضل لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة. افتقرنا إلى القليل من الذكاء، وكنا قادرين على تسجيل هدف ثانٍ، كان كفيلاً بجعلنا نلعب بهدوء وراحة والفوز بالمباراة». ونوه لوف بلاعبيه الشبان وخصوصاً جناح بايرن ميونيخ سيرج غنابري ولاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي ثيلو كيهرر الذي لعب أساسياً للمرة الأولى مع المنتخب، مشيراً إلى أن أداء المنتخب في ملعب «ستاد دو فرانس» يعول عليه لتأسيس شيء ما للمستقبل. إنجاز المهمة أمام هولندا على خط موازٍ، لم يستبق ديشان الأحداث، بل آثر التعامل بواقيعة مع المراحل. واذ نوه بالروح الجماعية لفريقه، التي أثمرت عودة إلى أجواء المباراة في الشوط الثاني والفوز بها، حصر مهمته المقبلة بالتأهل للدور نصف النهائي للمسابقة الأوروبية الجديدة، من دون الكلام عن إحراز لقبها. وقال ديشان «قمنا بعمل كبير. في غضون شهر من الآن، علينا إنجاز المهمة والتأهل إلى نصف النهائي بانتزاع نقطة على الأقل من مباراتنا مع هولندا. هدفنا المقبل التواجد في الدور نصف النهائي للمسابقة في يونيو المقبل مع ثلاثة منتخبات أخرى. نستطيع القول إننا تقدمنا خطوة إلى الأمام، ونحن على الطريق الصحيح». وأقر بأن تغييراته التكتيكية في الشوط الثاني أعادت الروح إلى الفريق. لكنه منح الرصيد كله إلى اللاعبين وخصوصاً الحارس القائد هوغو لوريس «الذي أسهم في عدم تفاقم النتيجة في الشوط الأول نتيجة تصدياته الحاسمة»، مكرراً الحديث عن الروح الجماعية للاعبيه «أمام فريق ألماني مميز في أدائه». ورفع المسؤولية عن مدافعه بريسنل كيمبيبي الذي تسبب بركلة الجزاء التي سجل منها طوني كروس هدف التقدم لألمانيا، مشيراً إلى أن مدافعه لم يكن محظوظاً، وأن ركلة الجزاء أثرت على طريقة لعبه لاحقاً، علما أنه خاض مباراته الدولية الثالثة مع منتخب بلاده. أما غريزمان الذي كرر ما فعله في ملعب فيلودروم في مرسيليا قبل عامين عندما سجل ثنائية في مرمى الحارس الألماني مانويل نوير حمل بها فرنسا إلى المباراة النهائية لكأس أوروبا التي خسرتها أمام البرتغال بعد وقت إضافي، فشبه الشوط الأول من المباراة أمام ألمانيا بذلك الذي خاضته فرنسا وديا أمام إيسلندا (2-2). وقال غريزمان إن المدرب واللاعبين طالبوا رفاقهم بالظهور بصورة أبطال العالم في استراحة الشوطين. ورأى ان المنتخب الفرنسي المتوج باللقب العالمي للمرة الثانية في مونديال روسيا، يقف أمام بذل الكثير من الجهود الفنية والذهنية للحفاظ على مستواه وتركيز لاعبيه. وتابع غريزمان الذي رفع غلته من الأهداف الدولية إلى 26، أن الفوز يعود إلى جهود رفاقه وليس إلى ثنائيته، مضيفاً «لولا عرضية لوكاس هرنانديز وركلة الجزاء التي حصل عليها بليز ماتودي، لم أكن لأسجل». ولم يخف غريزمان سعادته بدخوله لائحة الهدافين العشرة الكبار في تاريخ المنتخب. «وهذا يحفزني على تسجيل المزيد من الأهداف».