«الجزيرة» - عبدالله الهاجري - عبد العزيز الصويغ: أعطت سفينة سافيز الإيرانية تأكيدات جديدة لقيام النظام الإيراني الإرهابي بنشاطات عسكرية مساندة للميليشيات الحوثية التابعة له، ومحاولاتها الدائمة في زعزعة الأمن الاقتصادي العالمي من خلال التقصد للسفن التجارية والنفطية وإعاقة الحركة البحرية. وبالرغم من محاولة الإيرانيين التنكر ب«سافيز» على أنها سفينة شحن تجارية، إلا أن قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، الساعية في نشر الأمن والسلم العالميين والمحافظة على سلامة الملاحة البحرية، سبق وأعلنت على لسان المتحدث، العقيد ركن تركي المالكي، «رصد وجود مشبوه لسفينة إيرانية تتمركز في البحر الأحمر على مسافة 95 ميلاً بحرياً عن ميناء الحديدة الحيوي، و87 ميلاً بحرياً بالقرب من جزيرة كمران اليمنية». وأضاف العقيد المالكي أن السفينة «رابضة منذ فترة طويلة في البحر الأحمر، ويشتبه في أنها تدير العمليات العسكرية للميليشيات الحوثية، مستعينة بتسجيلها تحت غطاء تجاري»، لافتاً إلى أن السفينة التي تسمى «سافيز» تحمل على متنها «منظومة اتصالات فضائية وأنظمة مناظير وتنصت»، إضافة إلى أسلحة وقوارب سريعة «تقوم بتحركات مشبوهة»، وهو ما يثبت أنها سفينة عسكرية تحت غطاء تجاري. فقد أوضح المالكي أنه جرى رصد نقل خبراء يعملون مع الحوثيين، وأشخاص يرتدون الزي العسكري على متن السفينة، وشدد على أن وجود هذه السفينة في المنطقة يعد «خطراً حقيقياً على أمن وسلامة الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر»، ويؤكد «اختراق إيران للقانون الدولي وزعزعة أمن المنطقة والعالم». هذا وتبلغ حمولة سفينة سافيز أكثر من 16 ألف طن تبحر في البحر الأحمر متنكرة كسفينة شحن تجارية على متنها حاويات مخبأ تحتها أسلحة وأجهزة مراقبة وتتبع متطورة بهدف مراقبة ومتابعة السفن الحربية والتجارية. وذكرت تقارير أنه بعد مراقبة السفينة تبين بأنها تتحرك من أرخبيل «دهلك» الأريتيري متجهة لباب المندب في الفترة الأخيرة، وإن المتمردين الحوثيين استخدموا صواريخ إيرانية الصنع أرض - بحر من طراز C801 و C802 في الهجوم على ناقلتين نفطية سعودية، مما دفع المملكة إلى وقف إرسال شحنات نفط عبر باب المندب. من جهته أكد قائد عسكري يمني، أن السفينة الإيرانية «سافيز» هي غرفة عمليات عسكرية متقدمة، تضم منظومة متطورة من أجهزة الاتصالات وأجهزة المراقبة الذكية، وتدير شبكة من الزوارق وسفن تهريب السلاح الإيراني في الجزر القريبة من الساحل اليمني. وكانت تقارير عسكرية قد كشفت أن الهجوم الذي تعرضت له ناقلتا نفط سعوديتان في البحر الأحمر، جرى تنظيمه من قبل السفينة الإيرانية «سافيز»، وهي سفينة تجسس تحمل أسلحة، وتم الهجوم عقب إشارة من السفينة الإيرانية التي أبلغت الميليشيا الحوثية بمسار السفن السعودية عند مرورها عبر مضيق باب المندب على البحر الأحمر، وأبلغتها بالجدول الزمي المتوقع لتوقيت مرور الناقلة وإمكانية استهدافها من قبل صواريخ. الجدير بالذكر أن سفينة «سافيز» الإيرانية المتوقفة منذ 3 أعوام في المياه الدولية بالبحر الأحمر بالقرب من السواحل اليمنية، سبق أن نقلت خبراء من إيران إلى اليمن، ومسجلة لدى المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتبعد عن السواحل اليمنية مسافة 87 ميلاً بحرياً. ويبلغ طول سفينة سافيز 150 متراً، مجهزة بأربعة رشاشات من عيار 50 على غرار تسليح السفن العسكرية، أخفيت من قبل عناصر السفينة. وتحمل السفينة على متنها زورقين عسكريين، وأكثر من 16 جهازاً متعدد الأغراض، ما بين رادارات مسح سطحي وجوي، وأجهزة تنصت ورصد، وكذلك منظومة اتصالات عسكرية متطورة وفضائية، ما لا يتواءم مع طبيعة عمل السفن التجارية. ويعد بقاء «سافيز» في عرض البحر لهذه المدة أمراً غير مألوف، بحسب أنظمة الملاحة البحرية الدولية المنظمة لحركة السفن، كونها ليست من نوع سفن الحفر تحت البحر أو سفن الأبحاث. ومن مهام «سافيز» بأنها مركز قيادة وسيطرة عائم في البحر الأحمر، وتدير العمليات العسكرية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية ضمن تكتيكات الحرس الثوري الإيراني، كما أنها تقدم المعلومات للميليشيا الحوثية الإرهابية لاستهداف السفن، إلى جانب تقديم الدعم اللوجستي للميليشيا الحوثية، وتراقب كافة السفن العابرة لمضيق باب المندب بشكل مستمر، وأصبح وجودها تهديد الملاحة البحرية والتجارة العالمية العابرة لمضيق باب المندب.