أعلن صندوق الاستثمارات العامة أمس عن إتمام الخطوة الأولى في برنامجه الإستراتيجي للتمويل المتوسط المدى عن طريق القروض وأدوات الدين، حيث أنهى إجراءات القرض المجمع بقيمة إجمالية 11 مليار دولار بالتعاون مع مجموعة من أكبر البنوك العالمية. وقال المشرف على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان، في بيان للصندوق إن إجمالي مبلغ القرض تجاوز تقديرات الصندوق الأولية، نظراً لما لمسه من اهتمام بالغ من قبل مجموعة البنوك والمؤسسات المالية، مع التزامهم بتقديم أفضل الأسعار. وبين أن هذه الخطوة تعد الأولى ضمن إستراتيجية للتمويل المتوسط المدى عن طريق القروض وأدوات الدين، التي يتبعها صندوق الاستثمارات العامة. وأضاف قائلاً: «نرى أنه من الضروري إنشاء مجموعة مصرفية أساسية من البنوك التي سنواصل التعامل معها في إطار توسيع نشاطاتنا ومشاريعنا الاستثمارية، ما سيجعلنا أحد أبرز مستخدمي الخدمات المصرفية في المنطقة». ويمثل هذا القرض المجمع المرة الأولى التي يقترض فيها صندوق الاستثمارات العامة، ومن المقرر أن يتم الاستفادة منه في تمويل أنشطة الصندوق الاستثمارية، وتأتي هذه الخطوة عقب تأسيس الصندوق لإدارة الخزينة عام 2017، والتي كشف عنها خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار لعام 2017. يذكر أن مصادر تمويل أعمال واستثمارات الصندوق، كما أشار إليه برنامج صندوق الاستثمارات العامة للفترة 2018-2020م، تتمثل في أربعة مصادر هي: الأموال التي تضخها الدولة في الصندوق؛ والأصول المملوكة للحكومة التي تحوَّلت ملكيتها للصندوق؛ والعوائد المستبقاة من الاستثمارات، إضافة إلى القروض وأدوات الدين التي يصدرها الصندوق بشكل مستقل. من جهة أخرى أعلن صندوق الاستثمارات العامة أمس، عن توقيعه اتفاقية استثمارية بقيمة أكثر من 1 مليار دولار أمريكي مع شركة لوسيد موتورز («لوسيد» أو «الشركة»)، من خلال كيان ذو غرض خاص مملوك بالكامل للصندوق («الصفقة»)، وقام الأطراف بإبرام اتفاقيات ملزمة لتنفيذ الصفقة شرط الحصول على موافقات الجهات التنظيمية المعنية وإكمال الشروط اللازمة لإتمام الصفقة. وستسهم هذه الصفقة، وهي جزء من إستراتيجية الاستثمارات العالمية التي يقودها الصندوق، في تمويل الإطلاق التجاري لأولى السيارات الكهربائية للشركة «لوسيد آير» في عام 2020م، وتخطط الشركة لاستخدام هذا التمويل لإتمام عمليات التطوير الهندسية بالإضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة، وإنشاء مصنع للشركة في ولاية أريزونا الأمريكية، والبدء بإنتاج «لوسيد آير» استعداداً للطرح العالمي واستراتيجية الشركة في البيع بالتجزئة ابتداءً من أمريكا الشمالية. وتعليقاً على هذا الاستثمار، قال متحدث رسمي باسم الصندوق: «إنّ هذا الاستثمار في قطاع السيارات الكهربائية، الذي يشهد في الوقت الحاضر نمواً واسعاً ومتسارعاً، يُعد قيمة إضافية لمحفظة الصندوق التي تهدف إلى تحقيق عوائد متنامية على المدى الطويل، حيث تعزز هذه الخطوة جهود الصندوق في رفع العوائد والإيرادات بالإضافة إلى الدفع بعجلة التنويع الاقتصادي في المملكة». وأفاد أن استراتيجية محفظة الاستثمارات العالمية للصندوق تهدف إلى تعزيز وتقوية أداء الصندوق كمساهم فاعل ونشط في الاقتصاد الدولي، وتوطيد مكانته كجهاز استثماري يساهم في القطاعات التي ستشكل ملامح المستقبل، بالإضافة إلى أن يصبح الشريك المفضل في الفرص الاستثمارية العالمية، حيث إنّ هذه الصفقة في «لوسيد موتورز» هي إحدى أبرز الدلالات عن ذلك. من جانبه، قال مدير التقنية التنفيذي لدى لوسيد، بيتر رولينسون: «يعد الدمج بين مختلف التقنيات الجديدة توجهاً يعيد حالياً تشكيل قطاع صناعة السيارات، إلاّ أنّ منافع هذا الدمج ما زالت غير محققة بالكامل، وهذا ما يبطّئ الوتيرة التي يمضي بها العالم في تبني وسائل النقل والطاقة المستدامة، وفي لوسيد، سنعمل على إظهار كامل القدرات التي تتمتع بها المركبات الكهربائية، والمساهمة في دفع هذه الصناعة إلى الأمام». وستسهم هذه الصفقة أيضاً في دعم جهود الصندوق لتحقيق رؤية المملكة 2030، حيث يتمثل أحد أهدافها الرئيسية في إنشاء اقتصاد مستدام وصديق للبيئة.