جاء في الأخبار مؤخرًا أن (البرلمان الأوربي أقرَّ مشروعًا يدعو إلى فرض دولي على ما يسمى ب»الروبوتات القاتلة» والأسلحة ذاتية التحكم. ويسعى البرلمان الأوروبي إلى استباق التطوير المستقبلي لاستخدام أنظمة الأسلحة ذاتية التحكم التي يمكنها أن تنفِّذ عمليات قتل دون تدخُّل بشري. ويأتي ذلك بعد فشل محادثات الأممالمتحدة الشهر الماضي في التوصل إلى توافق بشأن هذه القضية، وذلك في ظل وجود بعض الدول التي ترى ضرورة استكشاف فوائد الأسلحة ذاتية العمل) أ.ه. والحق إن هذا القرار حكيم ومتميز بانحيازه إلى الحد من الانجراف نحو الاستخدام المفرط في «الروبوتات الذكية». وفي إطلالتنا لهذا اليوم لن نناقش ما سوف يحدثه هذا الإفراط في الاعتماد على الروبوتات القاتلة والأسلحة ذاتية التحكم، ولكننا سوف نشير إلى هذا الروبوت الذي يُعتبر إنسانًا آليًّا، وهو - كما تشير إلى ذلك كتب التقنية المختلفة عن بداياته - بدأ كآلة تُستخدم للقيام ببعض الوظائف الدقيقة والحساسة التي قد لا يستطيع الإنسان القيام بها، خاصة في الأماكن التي يصعب وصول الإنسان إليها. ومن هنا، ومع مرور الأيام، تطورت صناعة «الروبوتات» بصورة متنامية يومًا بعد يوم؛ فبات الروبوت (الإنسان الآلي) يُستخدم بديلاً للإنسان في العديد من الأعمال الخطيرة، أو في ظروف قد لا يستطيع الواحد منا تحمُّلها، كدرجات الحرارة العالية، أو النزول لأعماق البحر، أو حتى للبحث عن المتفجرات والتخلص منها بالتفجير.. ولقد شاهدنا من خلال الأخبار والبرامج العلمية، وحتى معارض التقنية التي تنظَّم في المملكة وغيرها، أنواعًا عدة من «الروبوتات»، تقوم بالعديد من الأعمال المختلفة، بل إنها الآن تُعتبر من الموظفين المثاليين في العديد من الشركات والمصانع التي تنتج مختلف السلع، بدءًا من السيارة، ومرورًا بأجهزة الهواتف الذكية، ووصولاً إلى تجميع الساعات الدقيقة والإلكترونيات المختلفة. ولقد شاهدنا روبوتات تقوم بالخدمة في المطاعم أو البيوت.. بل إنها راحت تقدم العروض الترفيهية من رقص وممارسة ألعاب. ومن المزايا التي جعل الشركات والمصانع تتجه إلى استخدام «الروبوتات» أنها لا تتذمر، ولا تطالب ببدل عمل إضافي، ولا حتى تستأذن من أجل إحضار الأبناء من المدارس.. وباختصار فالأجيال الجديدة من الروبوتات لا تتعب، ولا تمرض أو تتمارض، ولا تتذمر كما يفعل بعض الموظفين.. أو حتى تعاني من متاعب الحمل. الروبوتات رشيقة، أنيقة، ذكية.. وباتت في السنوات الأخيرة تحسن الكلام.. بل تغنِّي وتردد بعض العبارات المثيرة للدهشة.. بل حتى ترسم وتصمم.. ولقد شاهدت قبل شهور في إحدى القنوات العلمية كيف يقوم «الروبوت» بعملية الفحص والتحكم في خطوط الإنتاج وجودة المنتج.. فعندما يكتشف الروبوت عيبًا في السلعة المنتجة يقوم بتصحيحه على الفور، ويضع علامة «OK». يا الله، كيف فعل ذلك؟ هذا ما تُردِّد بينك وبين نفسك إذا لم تصرخ بهذه الدهشة. من هنا، ومع الإفراط في عمليات التطوير للروبوتات، جاء خوف (البرلمان الأوربي) من سوء استخدامها في المستقبل كما جاء في قرار البرلمان الحكيم والجريء في الوقت ذاته..؟!