في خبر تناقلته وسائل الإعلام بأن إسرائيل رفعت الحجز عن أطنان من الرسائل والطرود الممنوعة من دخول فلسطين منذ عام 2010؛ لتصل إلى أريحا بعد أن حُبست ثمانية أعوام. ما حصل من منع وإيقاف لدخول الرسائل كان بسبب أن المرسل إليه عنوانه فلسطين، وهو ما تم الاتفاق عليه مع منظمة البريد العالمي، وبمعرفة ومشاركة الإسرائيليين أنفسهم، ولكن عنجهية القمع وتسلط من يظن أنه يملك مصير البشر حالا دون أن تصل كل تلك الرسائل إلى أصحابها. خبر يلجم المشاعر، يسقط في يدك الكلمات حتى لا تجد ما تكتبه أو تقوله، هل تلعن أم تستغفر؟ هل تبكي أم تصرخ؟.. ولكن كل ما ستفعله لا يشبه مشاعر وهموم وأخبار وأعمال وهدايا حُبست عن أصحابها، وتعثرت كما حظ مستقبليها. صور، بطاقات بريدية، طرود وأشياء كثيرة، تخيلت من بينها لعبة لصغير كان ينتظرها، أو صورة لحبيب غائب. مشاعر كُتبت بعد تردد لتتعثر ولا تصل، ودموع سقطت على بعض الأسطر شوقاً لاجتماع العائلة من جديد على مائدة رمضان أو صلاة العيد. لا شيء أبشع من الحرب إلا حبس المشاعر وانقطاع الأخبار، وبكاء بلا صوت، وموت على قيد الحياة.. ولا شيء يخبر عن أمل قادم، حتى حمامة السلام ماتت واقفة. ** **