بدأت «سياحة الكهوف» في الانتشار بين الشباب في الفترة الأخيرة، خاصة مع قراءة العديد من الشباب عن هذا النمط السياحي الذي يتميز بروح المغامرة. وتنتشر في مناطق المملكة الكثير من الكهوف الكبيرة الحجم التي يفضل الشباب ممارسة هوايتهم فيها، خصوصاً أن الكثير من هذه الكهوف تتميز بتكويناتها الجميلة. وفي هذا الصدد يقول الجيولوجي محمود بن أحمد الشنطي رئيس قسم دراسات الكهوف في إدارة دراسات الصحاري في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إن سياحة الكهوف تجد رواجًا كبيرًا من قبل السياح في العالم، مبينًا أن الكهوف من الناحية الاقتصادية تعد ثروة وطنية لجلب عدد كبير من السياح والعلماء في جميع التخصصات سواء الآثار، أو الجيولوجيين، أو علماء الأحياء. وبين الشنطي أن استكشاف الكهوف التي تنتهجها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في المملكة تعتمد على تحديد مواقع الكهوف ودراستها ومسحها من الداخل قبل رسم الخرائط لها وأخذ العينات الصخرية والعضوية مثل العظام وغيرها من موجودات داخل الكهف، وتحليل المياه إن وجدت وقياس درجات الحرارة والرطوبة وتحديد مدى إمكانية وضعها ككهوف سياحية. وأشار إلى أن الكهوف تتميز بالتكوينات الجمالية الرائعة التي تكونت خلال آلاف السنين، مؤكداً أن هذه المكونات الطبيعية لا تقدر بثمن، ومشدداً على أهمية استثمار مئات الكهوف التي تم اكتشافها ودراستها، كرافد اقتصادي وسياحي. وأضاف: «الأفضل والأكثر أماناً في سياحة الكهوف أن يتم تحديد عدد زوار الكهف في المرة الواحدة بحيث يكون العدد قليلاً لا يسبب ضيقاً في التنفس، ولا يُحدث الكثير من الغبار، إضافة إلى إمكانية متابعة جميع الزوار لضمان سلامتهم، وبالطبع لابد أن يكون مع الزوار مرشد متخصص يعرف هذه الكهوف والدحول معرفة جيدة حتى يحمي الزوار من الكهف، ويحمي الكهف من الزوار، وتتمثل المخاطر في سقوط الصخور، أو انزلاق الزائر بسبب وعورة بعض الأماكن». ويشير المهندس عبد العزيز الفراج رئيس قسم التخطيط في الإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إلى أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تقوم عبر الإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية بالعمل على تطوير السياحة الجيولوجية بما فيها «سياحة الكهوف»، مع عدد من شركاء الهيئة وفي مقدمتهم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية. مشيرًا إلى أن الإدارة وضعت خطة تنفيذية مبدئية لسياحة الكهوف في المملكة، وبعد هذه الخطة تم وضع برنامج لزيارة الكهوف ميدانياً للوقوف على أحوالها، ولكي تكون الخطة الأساسية مبنية على أسس واقعية، مشيراً إلى أن زيارة دحول الصمان جزء من هذا البرنامج. وعبر المهندس الفراج عن قلقه من مسألة «الأمان» خلال زيارة هذه الكهوف، ولذلك فهو يشدد على ألا تتم زيارة هذه الكهوف إلا مع شخص متخصص ومعتمد من هيئة السياحة والتراث الوطني، وأشار الفراج إلى أن هذه الكهوف والدحول كنوز يجب المحافظة عليها؛ لذلك يجب أن تكون زيارتها مقننة؛ لأن كثيراً من الزوار قد يضر بالكهف برمي المخلفات داخله أو الكتابة على جدرانه، أو إتلاف بعض أجزائه، وقد يتضرر هو من الكهف، حين الدخول أو الخروج، وبعض الدحول يكون الدخول إليها سهلاً، أما الخروج فهو صعب جدًا، كما أن هناك من ينزل في الدحول دون التزود بوسائل الأمان المطلوبة. وأشاد الفراج بدور شركاء الهيئة في «سياحة الكهوف» وهم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وأمانات المناطق، إضافة إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة السعودية للحياة الفطرية، وكذلك فروع الهيئة في مناطق المملكة، حيث أكد أنه لا يمكن لمركز الهيئة الرئيس أن يعمل بشكل فاعل إلا بتعاون الفروع التي توفر الدعم اللوجستي والنقل والمعلومات المطلوبة، وإعداد التقارير، ووضع بعض المعايير؛ كون الفروع هي الأدرى بالمنطقة وأحوالها. وأضاف أن الفروع بدورها لا تستطيع أن تعمل إلا مع الشركاء، فهي شبكة متصلة لا يمكن الاستغناء عن أي جزء منها.