جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لنيوم؛ ليقضي فيها بعض الوقت للراحة والاستجمام؛ ليؤكد الاهتمام الكبير الذي تبديه القيادة - ممثلة بالملك وولي عهده - لهذا المشروع العملاق، وأهميته بالنسبة للوطن كافة؛ باعتباره واحدًا من أهم المشاريع المستقبلية العملاقة التي يُخطَّط أن تنقل المملكة إلى آفاق أوسع في اقتصاديات السياحة والسفر والترحال. وتمثل نيوم «رأس حربة» مشروع التنمية الجديد الذي يرتكز على استثمار الإمكانيات الطبيعية والسياحية الساحرة في المملكة؛ وذلك لتحويل هذه المنطقة إلى منطقة جذب عالمية، ترفد الاقتصاد الوطني، وتكون واحدًا من أهم نقاط الجذب في العالم. اللافت أن اللجنة المشرفة على المشروع قد حولت خلال أقل من عشرة أشهر الحلم إلى حقيقة؛ فبدأت تدب الحياة في المشروع الذي يستضيف اليوم القيادة السياسية، وشهد أمس عقد جلسة مجلس الوزراء. ومن المعلوم أن مشروع «نيوم» هو منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول، تشمل وجهة حيوية جديدة، تقع شمال غرب المملكة، تسعى لتصبح محورًا يجمع أفضل العقول والشركات معًا لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية. وقد تم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونمط المعيشة؛ إذ من المتوقع أن تصبح مركزًا رائدًا للعالم بأسره. يقع المشروع شمال غرب المملكة، وسيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26.500كم2. ويتمتع هذا المشروع بعدد من المزايا الفريدة، منها: القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية؛ إذ يمر بالبحر الأحمر نحو 10 % من حركة التجارة العالمية، ومن خلال ربط آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا مع بعضها ستتيح هذه الوجهة ل70 % من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى. ويعد الموقع الجغرافي لمشروع «نيوم» فريدًا من نوعه؛ فهو أكثر برودة من المناطق المحيطة به؛ إذ تعتبر الحرارة فيه أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وتعود هذه الظاهرة إلى الطبيعة الجبلية للمنطقة المحيطة به، إضافة إلى تيارات الرياح القادمة من البحر الأحمر، وكون المدينة تقع في الشمال. ويشمل المشروع شواطئ خلابة، تمتد على أكثر من 460كم من السواحل، والعديد من الجزر البكر، وجبال شاهقة وخلابة على ارتفاع يصل إلى 2.500م، تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر، وتغطي قممها الثلوج في فصل الشتاء، إضافة إلى صحراء شاسعة وممتدة، تجذب الزوار. ويمنح تطوير وإنشاء مشروع «نيوم» من الصفر المنطقة فرصًا استثنائية تميزها عن بقية المشاريع والمدن العالمية التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين؛ وذلك من خلال استهداف تقنيات الجيل القادم كركيزة أساسية للبنية التحتية للمشروع.