قدمت هيئة الرياضة عملاً جباراً لصناعة دوري نجوم قوي يشار إليه بالبنان ليقفز برياضتنا ومستواها الفني الذي بلا شك سيلقي بظلاله على مستوى المنتخبات السعودية. هذه النقلة التي تقدمها هيئة الرياضة والعمل الجبار قد يشوبه بعض الأخطاء غير المقصودة والتي قد تشوه جمال هذا العمل المميز، ولعلي هنا أشير إلى الخطأ مباشرة ومصرحاً بدون ممارسة أي تلميح، أو دوران حول الحمى حتى نمارس دورنا في الإعلام كمرآة صادقة تسعى إلى تحديد الأخطاء وتنبيه القائمين على هذه المنظومة بضرورة تصحيحها ومراجعتها قبل أن تنطلق المنافسات وتدور الشبهات مستقبلاً. لفت نظري تعاقد نادي الشباب مع المدرب الروماني ماريوس سوموديكا، وما أثار استغرابي هو السجل الأخلاقي غير المشرف لهذا المدرب، والذي لا يتشرف به أي نادٍ كيف بمسابقة تحمل مسمى دوري النجوم السعودي، حيث إن سجله التدريبي مسيء ويمس روح الرياضة الشريفة ومبادئها. فالمدرب سبق وأن أوقف قبل سنتين من الاتحاد الروماني 6 أشهر وتحديداً في مارس 2016م كعقوبة بسبب دخوله في مراهنات وتلاعب في النتائج في أكثر من بطولة في الدوري الروماني والدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، وهي ذات القضية التي بسببها تم إلغاء نتائج نادي يوفنتوس وتهبيطه للدرجة الأدنى لدخول عدد من اللاعبين في مراهنات ما سبب بإصابة الدوري الإيطالي بمقتل وأثر على سمعته خارجياً، هذه القضايا تحاربها الاتحادات والهيئات الرياضية كافة في المسابقات العالمية التي تحرص على سمعة منافساتها وخلوها من أية شبهة. ما يتثير استغرابي أن المدرب أتى بتكفل هيئة الرياضة، وهي التي تملك من الكوادر والكفاءات الرياضية القادرة على عمل بحث سريع عن تاريخ أي لاعب أو مدرب يتم استقطابه فمشاركته الأخيرة مع قيصري سبور التركي غير مشجعه ولا تغري لانتدابه للنادي عريق مثل نادي الشباب أو أي نادٍ سعودي لأن الهدف الواضح لدى الهيئة هو صناعة دوري بمواصفات خاصة، وهذا الهدف يحتاج إلى نوعية مدربين ولاعبين يحملون «سي.في» محترم. أتمنى أن يتدارك مسيرو نادي الشباب وقبل ذلك هيئة الرياضة ممثلة بمعالي المستشار الأستاذ تركي آل الشيخ الأمر، ويبحثون عن مدرب يوازي قيمة الدوري السعودي أولاً ونادي الشباب ثانياً، تماماً كما حدث مع الحارس السوري إبراهيم عالمة الذي ألغت إدارة القادسية التعاقد معه لأسباب يعلمها الجميع في خطوة أشاد بها كل الرياضيين، فإن يأتي التصحيح متأخراً خير من ألا يأتي أبداً. باختصار: شيخ الأندية يحتاج إلى مدرب لا مراهن.