في إحدى رحلات القنص فقد والدي (حلوان بن مفلح الصوالحه) طيره عندما حلّق في الجو، وانقطع النظر دونه فكان يعتلي كل رجم، ويمد الدربيل هنا وهناك عله يجد الطير لكن محاولاته باءت بالفشل، ومرّت الأيام وهو يبحث، ويسأل من يصادفه. وبعد فترة ذُكر له أن أحد الصقارين قنص طيرا فذهب والدي إليه عله يجد خبرا عن طيره، و عند وصوله له وجد عنده رجلين، كلا منهما قد فقد طيره، وبعد أن قام بإكرامهم ذكرا له حاجاتهم ثم طلبوا منه أن يشاهدوا الطير الذي وجده ليتعرفوا عليه فقد يكون الطير لأحدهم، فاحتار الرجل من يكون الطير له من هؤلاء، ولم يجد بدّاً من أن يخبرهم بوجود الطير لديه، واشترط عليهم أن يصف كل منهم طيره بأبيات من الشعر فإن انطبق وصف أحدهم على الطير فهو له فوافق الثلاثة على الشرط، وأراد من ذلك معرفة صاحب الطير فيهم لكي يقطع الشك باليقين لأجل ألا يقع بينهم اختلاف يكون هو سببه. تقدم الأول، وقال: قال له الرجل: طيرك وكري والذي عندي نوع آخر ثم تقدم الثاني فقال: فقال: طيرك شاهين والذي عندي نوع آخر ثم تقدم الثالث وهو والدي حلوان الصوالحه فقال: قال: طيرك حر وأبشر بطيرك ثم أحضر الطير فعرفه والدي، واقتنع الرجلان بأنه طيره. هذا ما سمعته من والدي رحمه الله، ومن رواة القبيلة من كبار السن، والقصة قديمة جداً، وقد ذكر الدكتور عارف المسعر في كتابه (الجوف من سلسلة هذه بلادنا) الأبيات ص 100 لكنه لم يحسن نقلها، علاوة على عدم ذكره لشاعرها وهو والدي رحمه الله، وذكرها المرحوم منديل الفهيد في كتابه من آدابنا الشعبية، في ص81، الجزء الثامن، الطبعة الأولى /1419ه، وأضاف لها أبيات ليست منها، وقصة غير التي ذكرنا، أما الأبيات فقد تكون لقصيدة مشابهة مع قصيدة والدي فوقع الحافر على الحافر فحصل هذا الخلط في الرواية، وليت منديل استند في الرواية إلى مرجع أو راوٍ معين لنتحقق منه، لكنه لا يذكر روايات ولا مراجع للقصص والقصائد التي يوردها في كتبه رحمه الله. ** **