أرجع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز أهمية تحرير الحديدة من سيطرة المليشيا إلى أنها تأتي في ضوء الخطر المتزايد الذي تشكله على أمن البحر الأحمر، وهو ممر مائي أساسي للاقتصاد العالمي، تمر عبره نحو 15 % من خطوط التجارة الدولية. موضحًا سموه أنه سبق أن هاجم الحوثيون سفنًا عسكرية ومدنية تابعة للمملكة والإمارات والولايات المتحدة، وغيرها من الدول. وأكد سموه أن عمليات التحالف لتحرير مدينة الحديدة هي استمرار لدعم المملكة ودول التحالف للشعب اليمني الشقيق، ونصرة لإرادته الحرة في وجه مليشيات الفوضى والدمار المدعومة من إيران. وجدد سمو السفير التأكيدات أن المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول الداعمة لليمن، وكانت آخر إسهاماتها تقديم أكبر دعم في تاريخ الأممالمتحدة لجهودها الإغاثية بمبلغ 1,5 مليار دولار، إلى جانب مبادرات تتضمن رفع الطاقة الاستيعابية لموانئ اليمن، بما في ذلك ميناء الحديدة، الذي يأتي حرصًا من السعودية على رفع المعاناة عن الشعب اليمني في أرجاء اليمن كافة. وأبان سموه أن السبيل الأمثل لمعالجة مسألة الحديدة والأوضاع الإنسانية فيها، وفي اليمن بشكل عام، هو تنفيذ مليشيا الحوثي لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والانسحاب من الحديدة، وتسليمها للحكومة الشرعية اليمنية. وأشار سمو السفير إلى أن الخيار المطروح من قِبل الأممالمتحدة هو خيار بديل، مرجعًا سموه السبب إلى تعنت مليشيا الحوثي، وموضحًا سموه أن الخيار يتمثل بمبادرة المبعوث الأممي السابق بنقل السيطرة على مدينة وميناء الحديدة للأمم المتحدة. وقد قبلت الحكومة اليمنية والتحالف بهذا الخيار إلا أن مليشيا الحوثي استمرت في تعطيلها المبادرات كافة. واستطرد سموه في تغريدات له في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء عبر حسابه الشخصي على تويتر بأن هذا الخيار لا يزال مطروحًا، مرجعًا سموه تعنت الحوثيين ومن ورائهم إيران إلى استغلالهم الميناء لتمويل عدوانهم على اليمن عبر فرض الإتاوات والضرائب غير الشرعية على السفن، واستغلالهم الميناء لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية. وأضاف الأمير خالد بن سلمان في سياق تعليقه بأن مليشيات الغدر أطلقت 150 صاروخًا باتجاه المناطق المدنية في المملكة التي كان آخرها الصاروخ الذي أطلق فجر اليوم - أمس الأربعاء - وتم اعتراضه ولله الحمد. مبينًا سموه أن هذا العدوان الذي ازدادت وتيرته بدعم من إيران يثبت سوء نوايا الحوثيين، ولن تقبل أي دولة بمثل هذا التهديد على حدودها. وأضاف سمو السفير بأن رفع المعاناة عن اليمن بشكل مستدام يستلزم تحريره من براثن المليشيا؛ إذ إنهم يعطلون توزيع المساعدات الإنسانية، ويقومون بنهبها في المناطق الخاضعة لهم.. وقد رأينا وضعًا مشابهًا في مدينة الموصل؛ إذ ظهرت نتائج الجهود الإنسانية بعد تحريرها من تنظيم داعش، وعودتها لسلطة الحكومة العراقية. وختم سفير خادم الحرمين في واشنطن الأمير خالد بن سلمان سائلاً الله النصر المؤزر للشعب اليمني الأبي الكريم، ولأبطالنا الأشاوس في مختلف الجبهات؛ فالشجاعة صبر ساعة، والنصر قادم لا محالة بإذن الله. هذا، وقد كتب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر تحرير الحديدة تغريدة، اكتفى فيها بقوله: «الحديدة تتحرر.. اليمن يتنفس». إلى ذلك، أكدت الحكومة اليمنية مضيها نحو إعادة الشرعية إلى كامل التراب الوطني، بعد أن استنفدت الوسائل السلمية والسياسية كافة لإخراج المليشيا الحوثية من ميناء الحديدة، وطالبت أكثر من مرة المجتمع الدولي بالقيام بواجبه تجاه المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني خاصة أبناء الحديدة من جراء الممارسات الحوثية التي حولت الميناء إلى ممر للخراب والدمار عبر تهريب الأسلحة الإيرانية لقتل أبناء شعبنا اليمني. وأشارت الحكومة في بيان لها إلى أن تحرير ميناء الحديدة يشكل علامة فارقة في نضالنا لاستعادة اليمن من المليشيات التي اختطفته لتنفيذ أجندات خارجية.. مضيفة بأن تحرير الميناء يمثل بداية السقوط للحوثيين، وسيؤمّن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وسيقطع أيادي إيران التي طالما أغرقت اليمن بالأسلحة التي تسفك بها دماء اليمنيين الزكية. وجددت الحكومة الشرعية التأكيد أنها ستقوم بدعم من التحالف العربي بعد التحرير الكامل لميناء الحديدة بواجبها الوطني تجاه أبناء الحديدة، وستعمل على التخفيف من معاناتهم، والعمل على إعادة الحياة الطبيعية لمديريات المحافظة كافة بعد تطهيرها من الحوثيين الانقلابيين.