لا خوف على الوطن الذي يُشبه فيه القائدُ شعبه، لأنَّه بكل تأكيد يفهم آماله وطموحاته وتحدياته، وسيبادله هذا الشعب -حتماً- ذات الحماس والقدرة على المسير سوياً بكل قوة وعزيمة وثقة وتناغم نحو تحقيق الأحلام والأهداف والرؤى، وهذا ما يُميِّز قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- كون أكثر من 70 في المائة من السعوديين يعيشون مرحلة الشباب السنِّية، وذات التحدي الذي يعيشه قائدهم، في انسجام وتوافق واضح بين القائد والشعب، وهو ما يُعتبر إحدى نقاط القوة التي حبا الله بها المملكة اليوم، لذا راهن الأمير محمد بن سلمان -بكل ثقة- على شعبه مُنذ البداية، ومن أشهر ما قال «بعون الله ثم بعزيمة أبناء الوطن، سيُفاجئ هذا الوطن العالم من جديد» في تصريحه الشهير بعد أن أقرَّ مجلس الوزراء في أبريل 2016 (رؤية المملكة 2030)، بل إنَّ سمو ولي العهد قال كلمته التي سيحفظها أبناء هذا الجيل جيداً «ثروتنا الأولى التي لا تُعادلها ثروة مهما بلغت، شعب طموح، مُعظمة من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله». ونحن نعيش فرحة مرور الذكرى الأولى لتولي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ولاية العهد، ندرك أنّنا لسنا وحدنا من ينظر بإعجاب وإكبار للأمير محمد، بل العالم برمَّته ينظر إلى هذا الفارس باحترام وإعجاب كبيرين، كقائد مُلهم لشعبه، استطاع اختصار الزمن نحو المُستقبل بخطوات حثيثة وجادة - بمُباركة وخبرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من أجل تجديد وإصلاح بلاده داخلياً بشكل مُذهل وسريع، وسط قبول وتأييد وتفاعل مُجتمعي كبير, ممَّا يؤكد أنَّ قيادته كانت (بعيدة النظر)، ولكنَّها في ذات الوقت (مستوعبة للواقع), فضلاً عن المكانة العالمية التي استطاع الأمير محمد فرضها على الخارطة الدولية، لتعود بها بلادنا إلى مكانها الطبيعي بين الأمم. لقد كان عاماً مليئاً بالمُنجزات - رغم كل التحديات والصعوبات والتقلّبات العالمية - أثبت فيه الأمير محمد - بشهادة الجميع - قدرة مُذهلة وفائقة على إدارة الدولة وملفاتها الداخلية والخارجية بكل حنكة وحكمة، خطوة أولى بكل ثقة وثبات، سيذكر بها التاريخ أنَّ ثمَّة (قائد مُلهم) يشبه شعبه حقاً، نجح في الأخذ بيد أكثر من20 مليون سعودي، ليقفز بهم سوياً (نحو المجد) الذي لا يُعرف لسقفه حدود (غير عنان السماء). وعلى دروب الخير نلتقي.