لأن ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جاء في قائمة أقوى الشخصيات تأثيرًا في العالم للعام 2018 طبقاً لمجلة «فوربس» الأمريكية، فإن قراراته لابد وأن تأتي حاسمة ومؤثرة ومفصلية تماماً كما أعلن سموه بتكفله سداد جميع ديون الأندية السعودية الخارجية وحل جميع مشاكلها وقضاياها العالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي بلغت نحو مليار و 277 مليون ريال سعودي. ويأتي مثل هذا القرار كطوق نجاة للأندية في هذا المنعطف الحرج، وقبل ذلك تجسيدًا لمشروع سموه المتمثل في رؤية المملكة الطموحة 2030، التي تعتبر الرياضة وقطاع الشباب مكوناً أساسياً من مكونات التنمية ومحركاً بارزًا لتحقيق هذه الرؤية. يقول الدكتور عايض الحربي رئيس قسم رياضي سابق ومتخصص في الإعلام « دعم كبير قدمه سمو ولي العهد للرياضة السعودية لم يقدم طوال فترات سابقة، إطفاء ديون الأندية بادرة غير مسبوقة، وكذلك دعم المنتخب، والتطلع لجعل الرياضة السعودية في مكانة عالية كل هذه عناوين للقاء الخير، بالفعل يوم مفصلي في تاريخ الرياضة السعودية». وكتب الاقتصادي راشد الفوزان « هذا القرار أخرج الأندية من نفق مظلم وكبير كبلها كثيرًا وأثر على سمعة المملكة كروياً»، وطالب بالتركيز مستقبلاً على مفهوم أن الرياضة باتت صناعة وركيزة مهمة للتسويق للدول وتلعب دورًا اجتماعياً بارزًا، قائلاً:» نطمح في السنوات المقبلة أن نسير بهذا الاتجاه والخط لكي تكون رياضتنا مصدر تسويق للمملكة، وعمل، واستثمار، وترفيه، وهذا لن يأتِ إلا بعمل مؤسسي بالأندية التي تمثل القاعدة». من جانبه، قال الإعلامي خلف ملفي «نحمد الله على هذه المبادرة غير المستغربة، آمل وضع ضوابط صارمة احترافياً والمراقبة بدقة عالية بأنظمة ميسرة ومطبقة في مجالات عدة». في حين أبرزت الصحافة الخليجية خبر تكفل ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على صدر صفحاتها الرياضية، وعنونت صحيفة «الوطن» الكويتية :» محمد بن سلمان ينهي أزمة الديون الخارجية للأندية السعودية» مستعرضةً تغريدة معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ التي زف فيها الخبر للرياضيين وتقدم فيها بالشكر والعرفان لسمو ولي العهد، كما عنونت صحيفة «الأيام» البحرينية «ولي العهد السعودي يتكفل بإنهاء أزمة الديون الخارجية للأندية السعودية». وتباشر المغردون السعوديون في مدونة «تويتر» بالقرار التاريخي بمزيدٍ من الاهتمام والشكر لمقام ولي العهد، وكذلك المقترحات لضمان بدء صفحة بيضاء ترتكز على العقلية الاستثمارية والتسويق الناجح من خلال استقطاب الكفاءات المتخصصة، وطي صفحة الاجتهادات والتخبطات الإدارية في التعاقدات، ووقف هدر الأموال. ويبقى الدور الذي لعبه معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ بارزًا وهاماً في نقل الصورة الحقيقية للوضع الرياضي الحالي وقراءته الناجعة للمستقبل الذي يطمح إليه أي متابع شغوف بكرة القدم السعودية. ويأتي القرار التاريخي لسمو ولي العهد ليضع الكرة في ملعب رؤساء الأندية الجدد نحو قيادة إدارية بعقلية تختلف عن السابق قائمة على مبدأ أن كرة القدم صناعة لابد أن تكون إدارتها مؤسسية ترتكز على العلم والتخصص والشفافية، كما أن القرار لا يلغي أهمية دعم وحضور أعضاء الشرف ولكن بطريقة مختلفة كذلك عن السابق دون تدخل مباشر أو اشتراطات تلوي ذراع إدارة النادي وتلغي هويتها وتؤثر على قراراتها الاستراتيجية.