تم تكليف سامي الجابر رئيساً لنادي الهلال لمدة عام واحد، فضجت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بكافة الأطروحات ما بين معارض ومؤيّد. وكما هي عادة تواجد سامي في أي موقع، نرى انقساماً متطرفاً في كلا الجانبين. فالمتطرف غير المؤيّد لسامي، حكم منذ اليوم أنها ستكون أسوأ سنة في تاريخ الهلال. وفي المقابل يرى المتطرف أن سامي لن يخطئ في أي شيء، حتى قبل أن يبدأ العمل الحقيقي. الحقيقة الثابتة في هذا الموضوع، أن سامي يأتي محملاً بتاريخه، ويتم مدحه أو قدحه بناءً على تجاربه السابقة عبر منظار العاطفة أولاً وثانياً وثالثاً، وربما عبر نقد واقعي ومنصف بعد ذلك. الذي يجب فعلاً على جماهير الهلال بالذات، أن تعي أن مرحلة تولي سامي الجابر ليست كسابقاتها على الإطلاق. لذلك فالمقارنة بينها وبين غيرها ليس منصفاً (إيجاباً أو سلباً). فالمرحلة وإن تم تكليف الرؤساء خلالها في مختلف الأندية، هي مرحلة هيئة الرياضة التي تحمل في أجندتها هدفاً واحداً (أن تجعل الدوري أقوى تنافسياً) وإن أثر ذلك على بعض الأندية القوية وعلى رأسها الهلال الثابت في البطولات والمنافسة. فهل يعني ذلك أن يرضى الهلاليون من رئيسهم أن يتنازل عن حقوق الهلال؟ بالطبع لا. وهل يعني ذلك أن يرضى الهلاليون أن يبتعد فريقهم تحت رئاسة سامي عن تحقيق البطولات والمنافسة عليها بكل قوة؟ بالتأكيد لا. ولكن يجب عليهم أن يقفوا مع هلالهم وقفة حقيقية بالدعم والتشجيع والنقاش المثمر الذي من شأنه تكوين رأي جماهيري واع يتفهم أن تبدأ صلاحيات إدارته و أين تنتهي. وحتى مقولة إن زمن أعضاء الشرف ورجال النادي قد انتهت، فهي إن صحت في أغلب الأندية فهي لا تنطبق على الهلال. فرجال الهلال باقون ما بقي الهلال، وعشقهم لناديهم ووقفاتهم معه حتى وإن لم تكن بنفس المقدار، فهي لن تختفي على الإطلاق. خلاصة الحديث، انتقدوا سامي بكل ما أوتيتم من قوة دون إغفال لواقع حقيقي يعيشه النادي، ودون خيالات غير قابلة للتطبيق. فالكل يخطئ ويصيب طالما هو في ميدان العمل. ولكن الخطأ الوحيد أن تكون العاطفة سبباً في عدم تحقيق الهلال ما اعتاد عليه، واقتناص ما أدمن عليه ذهباً و مجداً. كونوا مع فريقكم، فهو من اعتاد دوماً بعد توفيق الله على تخطي كل الصعاب. والموسم القادم لن يشذ عن القاعدة وإن اختلفت نوعية الصعوبات والعراقيل.