في خطوة مهمة، تؤكد حرص وسعي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي الثامن لبرنامج التحول الوطني، الذي ينص على توفير فرص عمل لائقة للمواطنات, وكذلك الهدف الثاني من أهداف رؤية المملكة 2030، الذي ينص على تزويد المواطنات بالمعارف والمهارات اللازمة لمواءمة احتياجات سوق العمل المستقبلية، وتمكين المرأة، واستثمار طاقاتها, تمت الموافقة السامية على مقترح جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بإنشاء كلية للهندسة للطالبات؛ لتكون أول كلية هندسة مستقلة للطالبات على مستوى الجامعات الحكومية. تأتي هذه الخطوة المهمة من قِبل إدارة جامعة الأميرة نورة والمختصين في الجامعة حرصًا منهم على تنفيذ التوجيهات السامية بالعمل على ربط البرامج والتخصصات بالجامعة بحاجة سوق العمل, وأن يكون ما تم تدريسه بالجامعة ملبيًا للاحتياجات التنموية للمملكة في ضوء رؤية 2030. كما يأتي هذا التوجه لجامعة الأميرة نورة بإنشاء كلية للهندسة للطالبات حرصًا من إدارة الجامعة على الإسهام في سد الاحتياج التنموي للدولة من الكوادر النسائية المؤهلة في التخصصات الهندسية؛ وذلك لسد النقص الكبير في أعداد المهندسات السعوديات. إن ما دفع إدارة الجامعة إلى إنشاء كلية للهندسة للفتيات هو إدراكها أن عدد المهندسات المسجلات لدى الهيئة السعودية للمهندسين يبلغ 2635 مهندسة، منهن 1420 مهندسة سعودية فقط، وهو ما يعادل 54 % من إجمالي عدد المهندسات المسجلات في الهيئة. إضافة إلى ذلك, فإن إدراك إدارة جامعة الأميرة نورة أن النسبة الأعلى من المهندسات السعوديات المسجلات لدى هيئة المهندسين السعوديين هي في تخصص التصميم الداخلي هو ما دفع إدارة الجامعة إلى الحرص على تعدد الأقسام الهندسية التي ستتكون منها كلية الهندسة. وهذه الأقسام هي (قسم الهندسة الكيميائية, قسم الهندسية الكهربائية, قسم الهندسة الإلكترونية, قسم الهندسة الصناعية, قسم الهندسة البيئية وقسم الهندسة المدنية). وإذا كان في السابق عمل المرأة مهندسة يعتريه بعض الصعوبات إلا أنه من الأهمية الإشادة بالكثير من المهندسات السعوديات اللاتي أثبتن جدارتهن في عدد من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة، مثل مشروع مترو الرياض وقطار الحرمين. وإضافة إلى ذلك فإن المرحلة المقبلة يُتوقَّع أن تشهد توسعًا كبيرًا في فرص العمل التي سوف تتاح للفتاة السعودية، وعلى الأخص في التخصصات الهندسية في العديد من المشاريع الكبرى. ويكفي أن نشير هنا إلى المشروعات الاستراتيجية العملاقة التي سيتم الشروع فيها، وذلك كنتاج للرحلة الموفقة التي قام بها مؤخرًا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأمريكا وأوروبا، والتي يتوقع أن يتولد عنها الآلاف من الفرص الوظيفية للمهندسين والمهندسات السعوديات. ختامًا, في الوقت الذي نشيد فيه بالجهود المبذولة من قِبل الهيئة السعودية للمهندسين من أجل تطوير المهن الهندسية فإننا نرجو من القائمين على الهيئة تكثيف الجهود الرامية إلى دعم المؤسسات والشركات التي توظف المهندسين والمهندسات السعوديين.