يقف ريال مدريد الإسباني، بطل النسختين السابقتين وحامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (12)، أمام احتمال تجديد الموعد مع بايرن ميونيخ الألماني الذي يشرف عليه مدربه السابق يوب هاينكس، وذلك عندما تسحب اليوم الجمعة قرعة الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وبعد أن ضمن الأربعاء تأهله إلى نصف النهائي بطريقة دراماتيكية من ركلة جزاء سجلها في الوقت بدل الضائع نجمه كريستيانو رونالدو في مرمى يوفنتوس الإيطالي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مفاجأة مدوية في معقل النادي الملكي (1-3 بعد أن خسر ذهاباً على أرضه صفر-3)، أصبح فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان على بعد ثلاث مباريات من لقبه الثالث تواليا. لكن على النادي الملكي الارتقاء بمستواه إذ كان يريد إنقاذ موسمه لأن الحظ لن يكون دائماً إلى جانبه، والاخصام الثلاثة الذين يمكن أن يواجههم في دور الأربعة ليسوا سهلين على الإطلاق، إن كان العملاق البافاري بايرن، وليفربول الذي أقصى مواطنه مانشستر سيتي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً، أو حتى روما الإيطالي الذي أطاح ببرشلونة بالفوز عليه إيابا 3-صفر بعد خسارته ذهاباً 1-4. ويبدو بايرن، الساعي إلى تكرار سيناريو 2013 حين أحرز الثلاثية بقيادة مدربه الحالي ومدرب ريال السابق هاينكس، الخصم الأكثر صعوبة على ريال الذي سبق له أن تخطى النادي البافاري الموسم الماضي بالفوز عليه في ربع النهائي ذهاباً وإياباً 2-1 و4-2، مكررا سيناريو نصف نهائي 2014 حين فاز 1-صفر في مدريد و4-صفر في ميونيخ. ويتميز بايرن، الفائز للتو بلقبه السادس في الدوري المحلي، بواقعيته هذا الموسم بقيادة هاينكس الذي قاد ريال للفوز باللقب عام 1998، وتجسد ذلك بلقاء الأربعاء حين قاد مواجهته مع ضيفه اشبيلية الإسباني إلى بر الأمان بالتعادل صفر-صفر، مستفيدا من الفوز ذهابا خارج ملعبه 2-1. وأشار هاينكس الذي حل بدلا من الإيطالي كارلو انشيلوتي في نوفمبر الماضي لكنه لن يستمر في منصبه بعد نهاية الموسم رغم مساعي الادارة، بواقعية بعد مباراة الأربعاء إلى أنه «لا يمكنك دائماً أن تحاصر خصمك في منطقته، عليك في بعض الأحيان أن تجعله بعيداً عن التسجيل». وبعد الخروج المدوي لبرشلونة ومانشستر سيتي، بقي بايرن الفريق الوحيد القادر هذا الموسم على احراز ثلاثية كونه وصل أيضاً إلى نصف نهائي الكأس المحلية حيث يلتقي باير ليفركوزن في 17 الشهر الحالي. هل يستعيد ليفربول وروما ذكريات 1984؟ لكن الأمور لن تكون سهلة على بايرن أو ريال حتى لو تجنبا مواجهة بعضهما، إذ إن الخصمين الآخرين في قرعة نصف النهائي، أي ليفربول بقيادة مدرب بوروسيا دورتموند السابق يورغن كلوب والمهاجم المصري المتألق محمد صلاح، وروما الذي أصبح ثالث فريق فقط يحول تخلفه ذهاباً بفارق 3 أهداف أو أكثر ويتأهل إلى الدور التالي، بعد لا كورونيا الإسباني موسم 2003 - 2004 على حساب ميلان (1-4 و4-صفر)، وبرشلونة بالذات الموسم الماضي أمام باريس سان جرمان الفرنسي (صفر-4 و6-1). وتطرق هاينكس إلى ما حققه ليفربول، الفائز ذهاباً على سيتي متصدر الدوري 3-صفر وإيابا 2-1، وروما المتواضع مقارنة مع قدرات برشلونة، قائلاً «رأيتم في الأمس (الثلاثاء) في مانشستر وروما بأنه لا يمكنك الاستخفاف بأي فريق - جميع الفرق الثلاثة (في نصف النهائي) من المستوى الرفيع». وواصل «بالطبع نحن نملك الطموح ونريد الوصول إلى النهائي، لكن تنتظرنا مباراتان صعبتان للغاية (في نصف النهائي) بغض النظر عن هوية الفريق الذي سنواجهه». وترتسم في أفق الاحتمالات أيضاً مواجهة ثأرية بين ليفربول وروما الذي يصل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1984 حين واصل طريقه حتى المباراة النهائية قبل الخسارة أمام «الحمر» على ملعبه «اولمبيكو» بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. كما أن المواجهة المحتملة بين ريال وليفربول تعيد إلى الذاكرة نهائي عام 1981 حين توج الفريق الإنكليزي بلقبه الثالث بفوزه 1-صفر في باريس، قبل أن يضيف لقبين آخرين عامي 1984 و2005 حين حول تخلفه في الشوط الأول أمام ميلان صفر-3 إلى تعادل 3-3 ثم الفوز بركلات الترجيح. وتقام مباراتا ذهاب نصف النهائي في 24 و25 الشهر الحالي، على أن يكون الإياب في الأول والثاني من مايو، فيما تقام المباراة النهائية في 26 مايو في العاصمة الأوكرانية كييف.