أكد معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ في حواره الأخير مع صحيفة الرياضية أن دعم الهيئة للأندية هو فقط لهذا الموسم، أما الموسم القادم ف(الصنبور راح يتقفل)، وعلى كل ناد ان ينفق على قدر مداخيله، ومشددا على ان رؤساء الأندية الجدد إما أن يصرفوا على أنديتهم من فلوسهم أو يجلسوا في بيوتهم.. في السابع والعشرين من يوليو 2015م كتبت هنا تحت عنوان (الأندية سبب فوضى الأندية) عن خطأ الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك وتدخلها في احتواء ديون الاتحاد، وقلت حينها الى جانب ان هذا الاجراء سيكون محرجا للرئاسة امام ديون ومشاكل وقضايا الأندية الأخرى، فهو كذلك مجرد حل وقتي له تبعات سيئة وآثار سلبية على نادي الاتحاد في المستقبل القريب، وبدلا من هذا طالبت الرئاسة بإقرار أنظمة تلزم الأندية بتطبيقها والتقيد بها لحمايتها من سوء الإدارة وفوضوية الانفاق، وما حذرت منه حدث في المواسم اللاحقة في الاتحاد والأندية الأخرى، ما جعلني اكتب عن الموضوع نفسه في التاسع من يناير 2017م مقالا اخرا بعنوان (اتركوا الأندية تحصد زرعها) مشيرا الى ان تدخل الرئاسة في الشأن المالي للاندية سيغريها على زيادة البذخ وعدم تقنين وترشيد مصروفاتها على قدر إيراداتها.. الآن، وبعد أن دخلت الأندية في أزمات وقضايا مالية محلية ودولية، كما انها مرشحة مستقبلا للوقوع في مشاكل أخرى اقسى واكثر تعقيدا في ظل زيادة عدد اللاعبين الأجانب الى 7 وتخبطها في التعاقد مع المدربين والاستغناء عنهم بعد شهور قليلة، وكذلك تراكم الديون وعزوف أعضاء الشرف عن الدعم في كثير من الأندية، وأيضا عدم تحمس الشركات الراعية كما كانت سابقا، على الأندية ان تستوعب ما قاله معالي رئيس الهيئة جيدا وتبدأ من الان في إعادة ترتيب أسلوب صرفها وطريقة تعاقداتها وصياغة عقودها بما يتناسب مع ظروفها وواقعها، وإلا ستجد نفسها وسط دوامة أزمات مالية وإدارية وفنية عاصفة لا تنتهي..! اتحاد .. كيف الحال؟! اتحاد الكرة يقرر عدم مشاركة لاعبي المنتخب في نهائي كأس الملك، ثم يتراجع ويقرر مشاركتهم، يكلف طاقم الحكام الدولي المرداسي والشلوي والعبكري لادارة مباراة الأهلي والهلال، وفي اقل من 24 ساعة يلغي القرار ويستعين بطاقم تحكيم نرويجي، قبل ذلك كان هنالك الكثير من القرارات المتناقضة سواء في تطبيق لوائحه او في تعيين وتغيير أعضاء في الاتحاد واللجان ومدربين واداريين للمنتخبات، والسؤال : لماذا هذا الارتباك في القرارات؟! مثل هذه الأجواء غير الصحية ليست مقبولة في ناد، فكيف وهي تخيم على اتحاد كرة معني بإدارة وتنظيم وتطوير الكرة السعودية اندية ومنتخبات، وغير انها تضعف قراراته فهي كذلك تشكل ازمة ثقة بينه وبين الأندية والوسط الرياضي عموما، كما ان خطورتها تكمن في توقيتها المتزامن مع تحضير الأخضر لمونديال روسيا 2018م، الأمر الذي يؤكد حقيقة الإدارة الفوضوية داخل أروقة ولجان الاتحاد، بسبب عدم الاستقرار وسوء الهيكلة وحجب صلاحيات اللجان والتدخل في قراراتها، إضافة الى تغييب الدور الأهم للجمعية العمومية.. حتى لا تتطور الأمور الى الأسوأ خصوصا في هذه المرحلة المفصلية الصعبة التي تسبق أول لقاء للمنتخب في المونديال ب 67 يوماً لا غير، مطلوب من مجلس إدارة اتحاد الكرة تنظيم نفسه وضبط قراراته وتفعيل دور جمعيته العمومية.