استبشرنا خيراً في الفترة الماضية بعد دخول معالي المستشار تركي آل الشيخ للساحة الرياضية كرئيس عام لهيئة الرياضة، بأن تتبدل أوضاع الإعلام الرياضي ويتم انتشاله من وحل الجهل والتعصب المقيت ونشر الكراهية بين الجماهير ومتابعي الرياضة في وطننا الحبيب. الرسالة كانت واضحة ومفادها وجوب الارتقاء بمستوى البرامج الرياضية وما يطرح فيها، وأنه لا مكان لمن امتهن الإسفاف ولغة الحوار الهابطة. في البداية، خاف أولئك الإعلاميون على مواقعهم تحت بقعة الضوء، وأصبحوا يمثلون دوراً لم يعتادوه ولم يقتنعوا به. وشيئاً فشيئاً بدأوا بالعودة لسابق عهدهم. فلا غرابة في ذلك، فمن شب على شيءٍ شاب عليه.. ونسبة الذين (ربي هداهم) في الحقيقة ضئيلة جداً مقارنةً بالمتصنعين. كان من الأجدى أن تختفي تلك العينات من الساحة تماماً، فالخبرة في الإسفاف والاستنقاص ونشر الكراهية، ليست إرثاً رياضياً يجب المحافظة عليه.. بل هو الصوت النشاز الذي يجب إسكاته فوراً، و استبداله بمن يثري الساحة الرياضية تحليلاً ونقاشاً ودراسة. وهذه العينات موجودة بكثرة في مجتمعنا الرياضي ولكن بقعة الضوء لا تصلهم لأنهم لا يلبّون المتطلبات الأساسية من الصراخ والاتهامات والقدرة على خلق التوتر الشديد بين مشجعي الأندية المتنافسة. نملك الآن من الكفاءات ما يمكنهم من تقديم مواد إعلامية رياضية دسمة، تصب في التنافس الرياضي الجميل وتثري عقول المتابعين لتخرجهم من عهد الملاعب الترابية إلى الرياضة كعلمٍ وصناعة. كم نملك من شباب متخصص في التسويق الرياضي؟.. كم نملك من مدربين شباب حاصلين على شهادات تدريبية بمختلف فئاتها و تخصصاتها؟ كم نملك من شباب تخصصوا في القانون الرياضي وبرعوا فيه؟.. كم نملك من كتاب شباب مطلعين على المنافسات الدولية وبطولاتها، ومتابعين عن قرب لمنافساتنا الداخلية؟ في الواقع هم بالعشرات، ونتحرق نحن كمتابعين شوقاً لإعطائهم الفرصة لنسمع ما لديهم لنستبدل معرفتهم بجهل من سبقهم، ونستبدل علمهم بخواء من تقدّمهم. الفرصة لازالت سانحة لتعديل الأوضاع، ومن المؤكد أنه لا يوجد شخص في وسطنا الرياضي سيأسف على فقدان إعلام (الموز) أو (يا مطبل) أو (مسحوا فيك الأرض) ليستبدلهم بدماء جديدة عشقت الرياضة فتخصصت بها، بدلاً من أشخاصٍ جعلوا الكراهية منهجاً لهم فبرعوا فيها.