التراث هو سجل الحضارة، ومبعث الأمجاد والاعتزاز. كيفَ لا وهو الهويّة الإنسانية المعبرة عن حضارة الشعوب، فمن لا تراث له لا وطن له. والحق أن فكرة هذا الموضوع جاءت وليدة حضوري تدشين مهرجان في وادي الدواسر حمل عنوان « وادينا تراث وأصالة «. بدعم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للمرة الثانية على التوالي. مهرجان وادينا تراث وأصالة في محافظة وادي الدواسر، صورة مثلى لرؤية راعي المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، في ترسيخ التراث والاعتزاز بالتاريخ وتجسيد القيم العائلية التي يتمتع بها المجتمع الماضي. ويقدم المهرجان مائدة واسعة المسار ثرية بالمعاني مترفة بالدلالة، إذ يطرح أسئلة الفخر بالتراث، والرخاء النفسي بالأصالة، كون أهالي المحافظة عناصر في الأسرة الكبيرة المملكة العربية السعودية، كما أنهم أعضاء في العائلة الكبرى. ويمثل المهرجان مجتمعاً سعودياً متكاملاً، حيث هيّأ لحاضريه أسباب الوعي بأهمية أن يكون لك تراث. وبالتالي تكون عنصراً فاعلاً، منسجماً يخوض غمار إبراز التراث بنفس معتزة آمنة مستقرة. ويتوافق المهرجان مع السياق العام لسياسة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كما أنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية قيادة هذا الوطن، في توفير أدوات تأكيد الهوية العربية والإسلامية للمملكة، وتهيئة أجواء التأصيل للموروثات والثقافة الوطنية، وأقرب مثال لذلك مهرجان الجنادرية السنوي الذي يحظى باهتمام ورعاية ولاة الأمر منذ انطلاق نسخته الأولى إلى الآن، إيماناً من القيادة أنه لا وجود لوطن دون وجود تراث له، ولا قيمة لأبناء الوطن إذا ما تخلوا عن تراث آبائهم وأجدادهم، والقيم التي تربى عليها ابن الوطن على مدى التاريخ. ها هو رائد من رواد الوطن في مجال التنوير في مجال السياحة والتراث الوطني، إنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يقول: «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو رجل التاريخِ ورائد التراث والداعم الأول لمشاريعِ وبرامجِ المحافظة على التراث في المملكة بمجالاته المختلفة». لقد جاءت النسخة الثانية من المهرجان نسخة تجديدية، إذ أكَدتْ أن الحدث منصة محلية لعرض التراث بطرق مبتكرة شائقة، وشهدت الكثير من المشاركات والفعاليات والعروضِ التراثيّة المحلية، والتي تضمن سباق الهجن والأسر المنتجة والعروض الحرفية والفنون والألعاب الشعبية القديمة والسوق الشعبي والبناء بالطين والكتاتيب والمزرعة القديمة وحفلات الزواج القديمة وعروض الخيل وخيمة المقتنيات القديمة وخيمة الراوي والأمسيات الشعرية ومسرح الطفل، والصور الفوتوغرافية التي تعكس تاريخ وادي الدواسر والنمو والنهضة التنموية التي شهدتها في العهد الزاهر. كما كان إشهار «معارض الجهات الحكومية» مواكباً لرسالةِ المهرجان وداعماً لمسيرته، لبناء تواصل حكومي مع أفراد المجتمع المحلي للتعريف بالخدمات التي تقَدمها كل جهة حكومية وتوفير فرص المعرفة والتوعية للزوار وتنمية الشراكة المجتمعية في بيئة تراثية وسياحية وترفيهية. لقد شهدتْ محافظة وادي الدواسر العديد من المهرجاناتِ والفعالياتِ السياحية في عهد محافظ وادي الدواسر الأستاذ عبدالله بن سليمان المبارك رئيس لجنة التنميةِ السياحية ورئيس لجنةِ المهرجاناتِ في المحافظة، نهوضاً برامجيّاً شاملا وما زالتْ المسيرة مستمرّة، وما زال نهر العطاء الفيّاض جارياً باستجلاء مكَامن القوّة والحضارة ومقومات الفخر بالخير على جميع أبناء المحافظة. أما اليوم أكتب لكم هذه «الإطلالة» بعد مشاهدتي بكل اعتزاز وفخر لمهرجان وادينا تراث وأصالة في مسقط رأسي العزيز، وأقدم كل التهاني والتبريكات لسمو أمير منطقة الرياض على نجاحه التي باتت منطقته تحتضن العديد من المهرجانات السياحية والتراثية التي تسهم في تنمية المحافظات مثل مهرجان الحمضيات في الحريق، ومهرجان وادينا تراث وأصالة في وادي الدواسر، ومهرجان الأرطى في الزلفي، ومهرجان التمور في الخرج، وغيرها من المهرجانات التي أسهمت في تعزيز وتشجيع الشباب على الاستفادة من موارد وإمكانيات المحافظة. بارك الله في كل مهرجان تراثي نأخذ الدروس منه ويحفظ الود مع وطنه وأهله. وشكراً للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على التزاماتها الوطنية.