اختتم مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد عالي المستوى، جولة عمل في رواندا التقى خلالها وزير المالية ووزير التخطيط والتنمية وحشداً من كبار مسؤولي الدولة، حيث تم استعراض ومراجعة مشروعات أوفيد قيد التنفيذ وبحث آفاق وسبل تعزيز المزيد من التعاون المستقبلي وفقاً للأولويات الإنمائية المستجدة في رواندا وإستراتيجيات الحكومة في مواجهة التحديات الحالية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وتوجت الزيارة بالتوقيع على إتفاقية جديدة يتم بمقتضاها تقديم قرض مقداره 20 مليون دولار أمريكي للمساهمة في تمويل مشروع يستهدف تعزيز قطاع الإمداد بالمياه والصرف الصحي. وقد وقع الحربش الاتفاقية مع وزير مالية رواندا، كلافير غاتيتي، في مقر وزارة المالية بالعاصمة كيغالي بحضور حشد من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة. وفي كلمته خلال مراسم التوقيع، أوضح الحربش أن هذه الاتفاقية تتماشى مع إلتزام أوفيد بدعم إستراتيجية التنمية الاقتصادية والحد من الفقر في رواندا، التي تركز بقوة على زيادة حجم الاستثمارات من أجل بنية تحتية مستدامة. وأشار إلى أن «تمويل هذا المشروع يأتي في صميم إستراتيجيات أوفيد الجديدة (2016-2025) التي تشجع النهج الترابطي الإنمائي الشامل لضمان تحقيق أمن الماء والغذاء والطاقة وتخصص له نحو 75% من مواردها، يوجه نصفها إلى قارة أفريقيا، فضلاً عن تحسين قطاع النقل والبنية التحتية الاجتماعية،» مشيداً بجهود أوفيد في هذا الصدد. وقال، إن هذا المشروع الذي يستهدف تعزيز البنية التحتية اللازمة لقطاع الإمداد بالمياه والصرف الصحي في العاصمة كيغالي وست مدن أخرى من شأنه أن يعمل على الحد من الأمراض المنقولة بالماء وتكاليف الرعاية الصحية ذات الصلة، فضلاً عن المساهمة في توفير فرص عمل جديدة للشباب علاوة على ما يتضمنه من تحسين مستويات المعيشة لما يقرب من 1.6 مليون شخص في مناطق المشروع. وأثنى الحربش على التعاون الطويل بين أوفيد ورواندا الذي يعود تاريخه إلى عام 1976، قدم خلالها أوفيد أكثر من 182 مليون دولار أمريكي لتمويل 26 مشروعاً يستهدف تعزيز العديد من القطاعات المهمة، وعلى رأٍسها قطاع الطاقة والنقل والزراعة، فضلاً عن توفير نحو 25 مليون دولار أمريكي لبنك كيغالي من أجل توسيع نافذة إقراض الشركات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم. ويأتي هذا بالإضافة إلى تقديم العديد من المنح لدعم المبادرات الإقليمية والوطنية التي تشمل مساعدات الإغاثة الإنسانية في حالات الطوارئ، والأبحاث الزراعية وبرامج مكافة فيروس الإيدز والقضاء على شلل الأطفال. وفي ختام كلمته، أشاد الحربش بما أحرزته رواندا من تقدم ملحوظ على صعيد التنمية خلال العقدين الماضيين مما أدى إلى الحد من الفقر وعدم المساواة، وأثنى على جهود حكومة وشعب رواندا في تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 والمضى قدمًا لتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة خلال الفترة ما بين 2016 و2030. وقدر اختيار رواندا كواحدة من البلدان الأفريقية الشريكة لمشاركة المجتمع الدولي الخبرات والدروس المستفادة فيما يتعلق بالحكم الرشيد وسيادة القانون، والتي وصفها ب«الأولويات الأساسية للتنمية المستدامة». وأكد التزام أوفيد بمواصلة دعم رواندا من خلال جميع نوافذ الإقراض المتاحة. ومن جانبه، أعرب وزير المالية غاتيتي عن امتنان بلاده لدعم أوفيد المتواصل منذ أكثر من أربعين عاماً لتعزيز التنمية المستدامة. وأشار إلى أهمية هذا المشروع الجديد الذي من شأنه أن يسهم في «توفير خدمات المياه والصرف الصحي اللازمة التي يعول عليها على نحو مستدام لساكني العاصمة كيغالي وست مدن أخرى في المناطق المجاورة، مما يسهم في تحسين نوعية المعيشة». وأكد «أن التعاون مع أوفيد هو تعاون إستراتيجي يتوافق مع رؤية رواندا». وأعرب عن رغبة حكومة بلاده في تلقي المزيد من الدعم، واختتم كلمته قائلاً «نحن نتطلع إلى استمرار تعاوننا».