قلنا مراراً وتكراراً إن الوضع الهلالي آسيوياً يختلف تماماً عن أوضاع باقي أنديتنا الأخرى باختلاف ما يمتلكه كل فريق في رصيده من الألقاب القارية، وبالتالي اختلاف المطالب والغايات. ذلك أن ثمة فوارق شاسعة جداً بين مطالب وغايات فريق يسعى لتحسين صورته القارية الباهتة، أو آخر لا يعرف عن المنجزات والألقاب القارية إلاّ اسمها، وبالتالي فهو يستميت لإيجاد موطئ قدم له في قائمة الشرف القاري، ولكل الحق في مساعيه.. وبين زعيم القارة بألقابه (الستة) وبالتالي فإن أي منجز يحققه لاحقاً على المستوى الآسيوي فهو لا يزيد عن كونه إضافة، وهذا الكلام قلناه سابقاً، وسنظل نقوله لأنه الحقيقة.. دعك من اسطوانة (بني خيبان) المشروخة عن العالمية وما أدراك ما العالمية، والتي لم، ولن يتجاوز حضور فرق (عَرَب) آسيا التي شاركت والتي ستشارك فيها مستقبلاً حدود حمل الدفوف والشموع في حفل زفّة البطل وكان الله بالسر عليما، هذا عدا عن أن الهلال سبق أن تأهل لها من الملعب وليس من المكتب. المقدمة الطويلة نوعاً ما أعلاه، ماهي إلاّ توطئة للقليل من الكلام الذي سأقوله لاحقاً. إذ إنه في ظل ما يعانيه الهلال في هذه الآونة من تكالب ظروف الغيابات والإصابات التي ضربت مراكز القوى في الفريق، وأفقدته معظم عناصر تفوقه، وفي ظل اقتراب موسمنا الاستثنائي من نهايته، وفي ظل الدعم الإعلامي الكبير والمكشوف الذي يحظى به شقيقه المنافس على اللقب، وفي ظل النتائج الرديئة آسيوياً، وفي ظل الخروج من مسابقة كأس الملك، وتحسباً لما قد يطرأ من متغيرات من شأنها أن تزيد (الطين بلّة). لهذا كله: لم يعد من الحكمة التشبث بمسألة المضي الجاد في المشوار الآسيوي، اللهم إلاّ بالعمل على تجنيب الفريق تلقّي نتائج كبيرة لا تليق به وبمكانته.. وأن من الحكمة التركيز الكامل للحفاظ على لقبه الذي يعشقه وهو الدوري، ولاسيما أن منافسه على اللقب يعتمد في ما تبقى من جولات على ما يحققه من نتائج إيجابية، فضلاً عما قد تجود به أريحيات الفرق التي ستقابل الهلال من خدمات، فيما الهلال ليس أمامه سوى ما يقدمه هو ويحققه للمحافظة على فارق النقاط.. يعني: (من زندك والاّ مت). بالمناسبة: المقال تم إرساله إلى الزملاء في الجريدة قبل إقامة مباريات يوم الجمعة.