أكد مختصون ل«الجزيرة» أن تبني وزارة «الزراعة» مبادرة وطنية تُعنى بالحد من هدر الأغذية يمثل أحد أبرز التوجهات لرفع الضغط على الاقتصاد الوطني، كون الهدر يعد سوسا ينخر في جسد الاقتصاد، مشددين على ضرورة إعادة صياغة النمط الاستهلاكي للمجتمع المحلي وتحجيم انتشار مظاهر الإسراف التي أضرت بمكونات الاقتصاد الوطني كثيرا وتحديدا ما يتعلق بأمن الغذاء. وأشاد مدير جمعية إطعام بالرياض عامر البرجس بإطلاق المبادرة متمنياً أن تحقق أهدافها نحو تحقيق رؤية2030، مؤكدا دعم الجمعية وتأييدها المطلق للمبادرة لتقليص الكميات المفقودة والمهدرة في الغذاء، عبر اتباع أحدث المعايير والتجارب الدولية. وأكد البرجس على دور (إطعام) في حفظ الطعام من الهدر ونشر ثقافة حفظ النعمة بين مختلف أطياف المجتمع المحلي، ونوه إلى أنها من أوائل الجمعيات المتخصصة التي قامت بإبرام اتفاقية تعاون مع وزارة «الزراعة» بهدف توفير إحصاءات حول نسب فائض الغذاء في المزارع، والتعاون في التوعية المجتمعية للتقليل من الفاقد والهدر في الغذاء، والمشاركة في اقتراح آليات مناسبة للحد من الفاقد واقتراح تعديل أو إعداد مشاريع الأنظمة ذات العلاقة حسب الإجراءات المتبعة في هذا الخصوص، وتقديم الاستشارات اللازمة، بالإضافة إلى التعاون في إقامة الأنشطة والبرامج وورش العمل لتوعية المجتمع للحد من الفاقد والهدر الغذائي. وأكد البرجس أن مؤتمر (شركاء في حفظ الطعام) الذي عقد مؤخرا بمشاركة العديد من القطاعات والشخصيات على المستوى المحلي والدولي، أوصى بالتسريع في سن قوانين خاصة بهدر الغذاء من خلال تشريعات تنظيمية، وإدراج برامج حفظ الطعام في المناهج التعليمية منذ الصغر حيث تساهم بخلق جيل واع بأهمية حفظ النعمة، أهمية تكثيف دور الإعلام النوعي في نشر أهمية خطر هدر الطعام، بالإضافة إلى المشاركة والتعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق هدف حفظ الطعام من الهدر. من جهته قال عبدالله بن علي آل دربة المدير التنفيذي لجمعية إطعام جدة: الكثير من الإحصائيات التي تعتمد عليها الجهات سواء الخيرية أو غيرها هي في الغالب دراسات لجهات دولية خارجية، ولاشك أن هذه الدراسات تحتاج إلى تدقيق، ومبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة تتفق مع رؤية2030 والتي جاءت في وقتها والأجمل ما تضمنته من معايير دقيقة وطرق علمية رصينة للدراسة. وأكد آل دربة أن المجتمع السعودي بحاجة ملحة إلى وعي وتثقيف حول أدوات تغيير سلوكيات النمط الاستهلاكي، وبعض الأسر تسرف في عملية جلب الغذاء وإعداد الأطعمة بشكل يفوق حاجتها الاستهلاكية مما يجعلهم يضطرون في نهاية الأمر إلى التخلص منها وإعداد وجلب أغذية جديدة وأضاف: هذا المشهد يتكرر بصورة مؤلمة في الكثير من الولائم، حيث نرى مئات الآلاف من الأطباق الغذائية تذهب إلى «الزبالة» شهريا من قصور الأفراح وقاعات المناسبات محذرا من أن التعاطي مع النعمة بهذا الشكل ربما يعجل بزوالها. وأضاف: جمعية إطعام تتمنى أن تحقق هذه الدراسة نتائجها المرجوة في توضيح الهدر والسعي لإيقافه وتضع كافة إمكانياتها في خدمة هذه المبادرة وجميع المبادرات الوطنية المماثلة. ولإطعام تجربة سابقة في هذا الجانب من خلال دراسة ميدانية لقياس الهدر في بعض الجهات والمطاعم والفنادق بالتعاون مع شركة صافولا وخرجت الدراسة بدليل إرشادي لإدارة الهدر في تلك الجهات يعتمد على معايير عالمية وحصل هذا الدليل على جائزة الأمير خالد الفيصل للاعتدال بشراكة بين القطاعات الثلاثة الحكومية ممثلا في غرفة جدة والقطاع الخاص ممثلا بصافولا والخيري ممثلا بإطعام. يذكر أن وزارة «الزراعة» ممثلة في مؤسسة الحبوب أطلقت أمس الأول مبادرة وطنية للحد من الفقد والهدر في الأغذية. ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، ورؤية 2030.