انقضت الجولة العشرون من الدوري السعودي للمحترفين (مع بقاء جولة مؤجلة) بلقاءين مهمين في تحديد ملامسة الذهب في سباق يتكرر للموسم الثالث على التوالي بين الهلال والأهلي. فالهلال الذي انتقل إلى حفر الباطن لمواجهة فارسها (الباطن)، قلب تأخره بهدف إلى خماسية أنعشت الذاكرة الزرقاء التي اعتادت على الانتصارات الكبيرة و النَفَس الهجومي الحقيقي الذي لا يستسيغ الهلال استنشاق سواه. حضور أول للمحترف الهلالي الجديد (سيروتي)، أثبت معه أن اللاعب المميز لا تنطبق عليه فرية الانسجام والتدرج والتعود على الأجواء. والتي لطالما استخدمتها إدارات أنديتنا وأجهزتها الفنية لتأخير الاستفادة من التعاقدات، لافتقار بعضها مزية التحدي والرهان على اختياراتها. لا شك أن كثرة مشاركات اللاعب ستزيد من انسجامه وانصهاره مع طريقة وتشكيلة الفريق، ولكننا نتحدث هنا عن نقطة البداية التي من شأنها إحداث الفارق مبكراً وقت احتياج الفريق الفعلي للإضافات، وليس بعد ضياع الفرصة. من الأكيد أنه لا يمكن القطع بنجاح لاعب من خلال شوط واحد فقط، لكن الأكيد أن الظهور الأول كان مميزاً جداً، وما يلي ذلك مرهون بما يقدمه اللاعب بعد توفيق الله. في المقابل، تعثر الفريق الأهلاوي بتعادله أمام الاتحاد الذي فعل كل شيء باستثناء هز الشباك. هذا التعثر أعاد الفارق النقطي لأربع نقاط لمصلحة الزعيم، بانتظار ما تسفر عنه الجولات المتبقية في عمر الدوري. فالجولة القادمة مفصلية ومهمة كسابقتها، فالهلال سيدخل ديربي العاصمة لغرض الفوز لا غير في لقاء يجب أن يستحضر فيه الهلال كامل قوته وعنفوانه من بداية اللقاء. فقلب النتائج في اللقاءين الماضيين، لا يمكن المراهنة عليه في كل مرة. وفي ذات الوقت يدخل الأهلي لقاء لا يقل صعوبة عندما يواجه الحصان الأسود لدوري هذا العام (الفيصلي)، الذي يحتل المركز الرابع بفارق هدف وحيد عن صاحب المركز الثالث (النصر). فهل يكون ديربي العاصمة نقطة انطلاق واقتراب للزعيم لتحقيق لقبه الدوري الخامس عشر أم أنه سيكون نقطة تعثر، كما كان ديربي الغربية بالنسبة للأهلي في طريق حلمه لتحقيق لقبه الدوري الرابع؟ لننتظر ونرى..