أطلق وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي مشروع «البحث والتطوير لتقنيات إنتاج الطحالب بالمملكة» أمس في الرياض، ووقع على اتفاقية تعاون مشترك لتنفيذ ودعم المشروع مع عدد من المؤسسات الحكومية والجمعيات والقطاع الخاص. وأوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للزراعة المهندس أحمد العيادة في هذه المناسبة، أن المشروع يكتسب أهمية كبرى عبر استفادة المملكة التقنيات الحديثة لإنتاج الطحالب باستخدام المياه المالحة، للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية للمملكة كجزء من الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، إضافة للصناعات الواعدة المرتبطة بالطحالب، حيث توجهت الدراسات نحو «قطاعات الأعلاف، والصناعات البلاستيكية والكيميائية، والصناعات البيئية، إضافة لصناعات الأدوية، وصناعات أخرى». وذكر العيادة أن المشروع استفاد في تحديد أولوياته من التجارب والدراسات السابقة، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون للوصول إلى الريادة في تقنيات إنتاج الطحالب والتصنيع التقني لها، مع الاهتمام بتكاتف جهود القطاعين العام والخاص للوصول إلى النجاح المأمول. وكشف وكيل الزراعة أن المشروع الذي يمتد على مدار 3 سنوات بدءاً من العام 2018م، سيسهم في نقل التقنية وتوطينها، وسيزود طلاب الدراسات العليا بالبيئة البحثية الملائمة للعمل على أبحاثهم الأكاديمية، لما له من قيمة علمية عالية. وحول أهمية استزراع الطحالب في المملكة، أوضح العيادة أنها تعتبر قاعدة للموارد المتجددة. وأضاف العيادة أن المملكة تتمتع بمزايا نسبية داعمة لاستزراع الطحالب على المُستوى التُجاري، وأهمها توفر مصادر الطاقة المُتعددة ذات التكلفة المُنخفضة، ومُلاءمة مناخ المملكة لاستزراع الطحالب المُستدام على المستوى الاقتصادي، و توفر مصادر ثاني أكسيد الكربون من محطات توليد الكهرباء والتحلية والمصافي وصناعة الإسمنت وغيرها، فضلاً عن توافر سلالات الطحالب المناسبة في المملكة. و توافر المياه البحرية المناسبة في البحر الأحمر ، إضافة لتوافر الأراضي غير الصالحة للزراعة على سواحل المملكة. من جانبه، ذكر رئيس مجلس الجمعية السعودية للاستزراع المائي المهندس أحمد البلاع أن أحد الأهداف الأساسية لمشروع الطحالب يتركز في إنتاج كتلة الطحالب الحيوية بغرض إحلالها مكان مسحوق السمك، والذي يعتبر ذا قيمة غذائية عالية للأسماك، لافتاً إلى أن المملكة لديها امكانات طبيعية لإنتاج الطحالب على نطاق واسع جداً، وأنها احد الوسائل القليلة التي ستتيح تأمين البروتين للعالم دون استنزاف مصادر المياه العذبة، خاصة أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن العالم يحتاج إلى زيادة إنتاج الغذاء بنسبة 70% عام 2050م. أوضح الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة السمكية الدكتور علي الشيخي أن مشروع البحث والتطوير لتقنيات الطحالب هو أحد أهداف و مخرجات البرنامج والذي سوف يعول عليه في المستقبل مما يعود بالنفع على صناعة الاستزراع المائي والصناعات الأخرى. والجدير ذكره، أن الفريق التأسيسي للمشروع يشمل كلاً من وزارة البيئة والمياه والزراعة، وشركة أرامكو السعودية، و الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والشركة السعودية للكهرباء، والشركة الوطنية للصناعة، والمجموعة الوطنية للاستزراع المائي، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والجمعية السعودية للاستزراع المائي.