برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز رئيس مجلس الإدارة بالجمعية السعودية للمحافظة على التراث وكوكبة من الأخوات الكريمات بالجمعية.. وكذلك بالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية وجمعية سند التي ترأس مجلس إدارتهما صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله وباقة من بنات الوطن.. كانت هذه الرحلة ضمن سلسلة الرحلات التي تقوم بها الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في ربوع بلادنا الغالية، التي تهدف للتعرف عن قرب على كل جزء عزيز علينا من بلادنا الحبيبة وللتعريف أيضًا بين الأخوات فيما بين بعضهن البعض لتنمية روح العطاء والانتماء للمجتمعات التي نعمل بها... وكانت رحلة منطقة الجوف جميلة خاصة أنها تضم مجموعة من الأخوات على اختلاف ثقافاتهن ومشاربهن التي تربطنا بهن المحبة والعمل التطوعي الخيري التي كان من ضمنهن فلة من أعضاء مجلس الأمناء بالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية - نرعاك - وقد استخدمنا الطائرة كوسيلة مواصلات وعند وصول الطائرة لمطار الجوف، كانت في استقبالنا عند الوصول صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبد العزيز حرم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف. وبالمناسبة تشهد منطقة الجوف تطورًا في شتى مجالات الحياة كبقية مدن المملكة وسيتم افتتاح مطار جديد في غاية الروعة والجمال في عام 2020م بمشيئة الله تعالى لخدمة أبناء المنطقة والزوار. منطقة الجوف: «الجوف من الأرض معناها هو ما اتسع واطمأن فصار كالجوف، وهو أوسع من الشُعب تسيل فيه التلاع وتقع في شمال غرب المملكة المملكة العربية السعودية على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية، وتعد منطقة الجوف من المناطق الغنية بالتراث الحضاري والموروث الثقافي والأثري الكبير، حيث إننا كزائرات للمنطقة وجدنا فيها التنوع التاريخي بكافة فتراته، كما تعد المنطقة من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية حيث عثر بها على مواقع استيطان تعود لفترة العصر الحجري القديم وللحضارة الأشولينية، واستمر الاستيطان فيها عبر العصر النحاسي وتكونت بها مملكة عرفت باسم مملكة قيدار (مملكة دومة الجندل وأيضًا مملكة أدوماتو) التي كانت في تمرد ونزاع مع الدولة الأشورية للاستقلال وهي الفترة التي ظهر فيها اسم العرب في النصوص التاريخية لاحقًا، ونشأت مملكة مسيحية تحت حكم قبيلة بني كلب واستمرت حتى وصول الإسلام وضمها إلى الأراضي الإسلامية، ومن ثم سيطرت قبيلة طيء بفروعها على المنطقة وما حولها. ومع بداية العصر الحديث ونشأت الدولة السعودية الثالثة خضعت في النهاية لحكم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- ضمن خطته لتوحيد المناطق. وتعد منطقة الجوف من أخصب المناطق في المملكة العربية السعودية، ويعد مركز بسيطاء - أحد مراكز الجوف التابعة لمحافظة طبرجل - «سلة غذاء المملكة» بسبب تنوع المزروعات فيها، حيث إن الموقع الجغرافي للمنطقة وكونها ذات مناخٍ معتدلٍ صيفًا إضافة إلى خصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية وعذوبتها ساعدها في حصولها على هذا اللقب، واشتهرت المنطقة بزراعة أشجار الزيتون حيث تقوم الجوف بإنتاج ما يقارب 67 في المائة من الإنتاج المحلي لزيت الزيتون في المملكة، وتشتهر المنطقة أيضًا بزراعة أشجار النخيل، حيث تنتج المنطقة قرابة 150 ألف طنٍ من التمور سنويًا وتنتج المنطقة أيضًا القمح والشعير وأنواع كثيرة من الفواكه والخضراوات. وتعد الجوف من المناطق السياحية الواعدة على مستوى المملكة. ومن معالم منطقة الجوف الأثرية والتاريخية التي قمنا بزيارتها هي: حصن زعبل: شيد في القرن السابع قبل الميلاد وهو عبارة عن بقايا قلعة ذات طراز تدمري وتحيط به عديد من الكهوف، ومعبد وثني قديم. الرجا جيل: وهي أعمدة حجرية تحتوي على كتابة غير معروفة تعود للقرن الرابع قبل الميلاد. قلعة الطوير: عبارة عن صخرة ضخمة جدًا عليها كتابات ثمودية تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وكتابات عربية كتبت بعد الإسلام. مسجد عمر بن الخطاب: الواقع في محافظة دومة الجندل يقال: إن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر ببنائه في السنة السابعة عشرة للهجرة بعد عودته من فتح بيت المقدس، والمسجد قد بني من الحجر، ورمم أكثر من مرة. قلعة مارد: تعرف باسم حصن مارد، ويعتقد بأنها بنيت في الألف الثانية أو الألف الثالثة قبل الميلاد، والقلعة مكوّنة من سور فيه فتحات بهدف المراقبة، وفيها برجان على ارتفاع 12م، وبئران عميقتان.. ويتألف مبنى القلعة من طابقين يحتويان على عدد من الغرف للحرس.