فاصلة: ((نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان.. لن نضيع 30 سنة من حياتنا بالتعامل مع أفكار متطرفة، سوف ندمرها اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية)). -محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- كان لنبرة الصوت القوية والكلمات المباشرة للرسالة الإعلامية -التي وجهها أميرنا الشاب محمد بن سلمان عبر منصة «مبادرة مستقبل الاستثمار» المقامة الثلاثاء الماضي 24 أكتوبر 2017م في الرياض- اهتمام كبير من مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية. أعلن مهندس رؤية المملكة 2030 عن عزمه إعادة بلاده إلى ما كانت عليه من قيم ثقافية معتدلة قبل التلوث الفكري الذي أصاب العالم قبل ثلاثة عقود. قال الأمير الشاب «سندمر» التطرف وهو بذلك يشير الى مفهوم اعمق من العمل على محاربة الغلو في الدين فقط، فقد قصد ان يجتث من ارض بلاده أي نسق غير معتدل، فالتطرف كما يعرفه الأستاذ «عبدالجليل المرهون» (ميول متضخم نحو رؤية ما، ينطوي بالضرورة على نظرة دونية للرأي الآخر،... هو حالة وجدانية تصاحبها نظرة غير ودية للآخر، وقد تتضمن سلوكاً عدوانياً، بالقول أو الفعل، تجاه هذا الآخر. وهذا الآخر قد يكون آخراً سياسياً أو ثقافياً). ولان التطرف يعني الاقصاء وتمجيد الانا سواء كان تشددا في تطبيق الإسلام او تراخيا في تطبيق ممارساته فانّ عدم اجتثاث جذوره من أي مجتمع تسمح للعدائية ان تجد لها مكاناً، ومن ثم يتحول التطرف الفكري الى إرهاب حين تتحول الأفكار الى سلوك عنيف. لذلك نبذ الإسلام التطرف وعدم الاعتدال وجاء بوسطية تقبل وتحترم الاختلاف. لقد احتوى حديث أميرنا الشاب على كلمات واضحة مباشرة تصب في رسالة قوية باتخاذ منهج سعودي وسطي لوطن طموحه عنان السماء. ولان التطرف في الحياة باتجاه الغلو أو باتجاه الانفلات لا ينفك عن السياق الثقافي والاجتماعي اعلن الأمير الشاب عزمه على اجتثاثه من تراب الوطن. اليوم ينطلق بنا أميرنا الشاب الى مرحلة وعي جديدة يشكل فيها الصورة الحقيقية للإنسان السعودي المسلم الذي ينشر السلام دون أن يسمح للتطرف ان ينتشر في أرضه... أرض السلام والمحبة.